الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

اللقاء الرابع من شرح الشاطبية للدكتور محمود شمس




للاستماع للمحاضرة ... من هنـــــــــــا
 
 
 
اللقاء الرابع من شرح الشاطبية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. سبحانك اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا رب العالمين وبعد:

فإني أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإني لسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدورنا وأن ينير قلوبنا بفهمه كتابه وتدبره والعمل بما فيه وها نحن نلتقي في لقاءنا الرابع هذا عن شرح الشاطبية وقد وصلتني الأسئلة التي تحتاجون لها في الوقت الحالي ويظهر والله أعلم أني سأجعل درس الليلة للإجابة على أسئلتكم وخاصة فيما وصلني الليلة بحول الله وقوته.

السؤال الأول: الوجه الممنوع في البسملة بين السورتين ولماذا منع؟

نحن عندنا أصل في إثبات البسملة وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم ابتداء السورة إلا إذا نزل عليه جبريل بقوله بسم الله الرحمن الرحيم يعني كانت الآيات تتنزل فإذا قرأ جبريل بسم الله الرحمن الرحيم علم تأكيدا صلى الله عليه وسلم أن تلك الآيات هي بداية لسورة كريمة ومن هنا نعلم ارتباط البسملة بأول السورة كان عندنا الوصل بين السورتين لجميع القراء الذين يثبتون البسملة تستطيعين أن تجعليه خاضعا للاحتمالات العقلية. تعرفون الاحتمالات العقلية أم لا؟ فائدتها علشان ما تقعدي تحفظيه. كل أمر له احتمالات عقلية يعني لو أن مثلا محمد وأحمد وعلى الثلاثة اتفقوا على الالتقاء في مكان ما بعد صلاة العشاء مثلا لها كم احتمال عقلي؟ الاحتمال العقلي الأول أن يحضر الثلاثة. الاحتمال العقلي الثاني ان لا يحضر أحد. المثال العقلي الثالث أن يحضر محمد ويتخلف أحمد وعلي أو أن يحضر اثنين ويتخلف الثالث وهكذا. فعندنا نهاية السورة الأولى وبداية السورة التالية تبدأ بالبسملة ثم بداية السورة. فعندنا ثلاثة أمور: نهاية السورة، البسملة، بداية السورة. يجوز لك أن تقطعي الجميع؟ نعم. يعني تقولين مثلا:) لكم دينكم ولي دين( بسم الله الرحمن الرحيم )إذا جاء نصر الله والفتح( ويجوز لك أن تصلي الجميع وأنتم بالتأكيد تعلمتوها وأستاذتكم الفاضلة علمتكم إياها. ولك أن تقطعي أول وهو آخر السورة الأولى وتصلي البسملة بأول السورة. بقي لنا وجه رابع هو أن أصل الأول بالثاني يعني أن أصل آخر السورة بالبسملة والوقف على البسملة يعني أقول: )لكم دينكم ولي دين( بسم الله الرحمن الرحيم. ) إذا جاء نصر الله والفتح(. هذا الوجه يجعل البسملة تابعة لآخر السورة وهذا خطأ لان البسملة نزلت لأول السورة ولم تنزل لآخر السورة ولذلك هذا هو الوجه الممتنع.

بالنسبة لقول الشاطبي :

ولا نص كلا حب وجه ذكرته                         وفيها خلاف جيده واضح الطلى

في الأول أريد أن تؤسسوا قاعدة وهي: الشاطبية تعد أساسا نعم للقراءات، لكن ليست هي فقط، لا. يعني ليست الشاطبية وفقط. هناك أهل الاداء وأهل الكتب. التي دونت القراءات قبل الشاطبية ..الخ.

فنأتي لعرض وطرح الشاطبي بالنسبة لأبن عامر وابو عمر وورش. فهو يقول في الأول " وصل واسكتن كل جلاياه حصلا" واخذنا من قوله هذا الوصل والسكت. في الأول لابد أن تعلموا أن الواو في قوله " واسكتن" ليست عاطفة وإنما هي تخييرية بمعنى أو> يعني وصل أو اسكتن لأنها لو كانت عاطفة معناها أنه يجوز الوجهان في وقت واحد وهذا طبعا مستحيل. أخذ البعض من توكيد الفعل اسكتن بنون التوكيد أن فيه إشارة بتقديم السكت على الوصل يعني أن السكت هو المقدم لهؤلاء القراء الثلاثة وأخذوها من أين؟ من توكيده بنون التوكيد للفعل " واسكتن" هذا الوصل والسكت أو السكت والوصل الثابت لهؤلاء القراء الثلاثة.

بعد ذلك "ولا نص كلا حب وجه ذكرته                      وفيها خلاف جيده واضح الطلى" البيت هذا يسميه أهل البلاغة استئناف بياني بمعنى أن الكلام السابق يثير سؤالا في النفس ويجعلك تتساءلين سؤالا ويأتي الجواب دون أن تسألي. فهو هاهنا أتى بالجواب دون سؤال. وقبل أن أتكلم في معنى البيت أقول إن البسملة ثابتة للقراء الثلاثة. ثابتة في الكتب السابقة وإن كانت غير ثابتة في التيسير الذي هو أصل الشاطبية وهذا الذي جعل العلماء يختلفون هناك رمز أو ليس هناك رمز لكنها ثابتة والشاطبي لم يمنع أن يذكر بعض الأمور التي ليست موجودة في التيسير. وهذا يسميه العلماء " ما زاده الشاطبي على ما في التيسير" إذن البسملة في الأصل ثابتة.

فقوله: " ولا نص كلا حب وجه ذكرته                      وفيها خلاف جيده واضح الطلى"

من يشرح هذا البيت على اعتبار أن فيه رموز فكأنه يجيب على سؤالٍ يثيره الكلام السابق: هل الوصل والسكت هما الوجهان الجائزان لهؤلاء القراء الثلاثة فقط؟ وهل هناك نص بذلك؟ فجاء الجواب: " ولا نص" قاطع في ذلك. "كلا حب وجه ذكرته" ذا خذ رمز الكاف والحاء والجيم لورش "وفيها خلاف جيده واضح الطلى". وهذا فيه تكلف لان قوله: "حب وجه ذكرته" يعني كأنه يشير إلى أن البيت لا رمز فيه. فإذا قلنا إن في البيت رموز فهذا على تقدير "هل هناك نص قاطع بأن الوصل والسكت فقط هما الجائزان؟" فقال " ولا نص" يعني ولا نص قاطع " كلا حب وجه ذكرته". فنفهم من هاهنا إثبات البسملة على قول القائلين أن في البيت رموزا يعني الكاف رمز و الحاء رمز و الجيم رمز فتثبت البسملة من خلال هذه الرموز و أما من رأى أن البت لا رمز فيه فالبسملة ثابتة أيضا. لكن السؤال يختلف: هل هناك نص قاطع بأن هذين الوجهين فقط ولم تثبت البسملة؟ فقال: " ولا نص كلا حب وجه ذكرته" بدون رموز وإنما الأوجه التي ذكرتها أردت ذكرها لأنها في الأصل الذي هو التيسير، "وفيها" أي وفي البسملة "خلاف جيده واضح الطلى". يعني خلاصة ما أريد أن أقوله لك سواء كان في البيت رموزا أو ليس في البيت رموز فالبسملة ثابتة للقراء الثلاثة لكن يختلف تقديرنا للبيت وسبب وروده. يعني على عدم وجود الرموز هل هذان الوجهان هما الثابتان فقط؟ يقول لا لا نص قاطع في أن هذين الوجهين هما الثابتان. السؤال على قول أن فيه رموز هل هناك وجوه أخرى في البسملة لهؤلاء القراء؟ قال نعم و لا نص قاطع في عدم إثبات البسملة بل ثابتة بالرموز التي ذكرتها. سواء وجدت رموز أو لم توجد رموز فإن البسملة ثابتة للقراء الثلاثة. هو ما ذكر البسملة هو يقصد أني نصصت على هذين الوجهين التي هي الوصل والسكت نظرا لوجودها في الأصل لكن ذكرهما لا يعني أنه لا يوجد اثبات بسملة. هذا معنى الكلام باختصار.

هذه الأوجه هل هي جائزة بين كل السور؟ أقول لكم: انتبهوا! جائزة بين السورتين المتتاليتين ولو بالتباعد بمعنى أن تكون السورة الثانية تلي السورة الأولى ولو متباعدة يعني ولو كانت ليست بعدها مباشرة. يعني عندنا مثلا لو أنا قرأت وأنهيت سورة البقرة وسأقرأ بعدها النساء نعم جائزة كما أنها جائزة لو أقرأ آل عمران، المهم تكون السورة تليها في الترتيب ولو بعدها بعدة سور. طيب لو كانت تسبقها في الترتيب؟ يعني لو قرأت يونس وأردت أقرأ النساء بعدها ليس لي الا اثبات البسملة لجميع القراء ولو كررت السورة نفسها أيضا ليس لي الا إثبات البسملة لكل القراء. يعني الأوجه هذه تكون بين السورتين المتتاليتين ولو متباعدتين.

أذهب الى ميم الجمع التي احترتم فيها كثيرا، هل تعلمون أن تلك الميم في الأصل ليست علامة على الجمع، وإنما هي علامة على علامة الجمع. ليس في اللغة أن الميم علامة جمع لا، علامة الجمع هي الواو وليست الميم، الواو هي الموضوعة للجمع فقط. لكن هناك بعض الكلمات عندما أرادوا توصيلها بالواو الدليل -لا يوجد الا واو الجماعة-عندما أرادوا توصيلها بواو الجماعة حدثت مشكلة. يعني عندما نأخذ مثلا كلمة "إليه" لما أرادوا يسندونها لواو الجماعة المفروض تكون "إليهوا" ما دلت على الجماعة، و " أنفسهوا" ما دلت على الجماعة، " عليكوا" بدل عليكم ما دلت على الجماعة. فقالوا: نأتي بحرف الميم بين الكلمة وبين واو الجماعة حتى تدل على معنى الجمع فأصبحت الكلمة " عليكموا" هذه واو الجماعة في الكلمات كلها. ولما كثر الاستعمال أصبح إطلاق الناس على الميم انها ميم الجمع لأنها تدل على علامة الجمع. يعني الميم تدل على واو الجماعة. الأصل في تلك الميم الصلة لكي نأتي بواو الجماعة لكن يجوز من حيث اللغة ونقله بعض القراء أن اليم دالة على واو الجماعة فيجوز لنا أن نصلها بالواو ويجوز لنا أن نسكنها اكتفاء بالعلامة الدالة على واو الجماعة. يعني ميم الجمع ليست هي في الأصل دالة على الجماعة لا  الدال على الجماعة الواو، والميم موصلة للجماعة.

تعرفون من يصلها إذا كان بعدها متحرك ميم الجمع قالون له وجهان، وابن كثير قولا واحدا الخ... لكن تعالوا لميم الجمع التي بعدها ساكن، ميم الجمع إذا وقع بعدها ساكن سواء كان أل أو غير أل أو همزة وصل وهي في الغالب لا تكون الا همزة وصل، تلك الميم باعتبار ما قبلها تكون ثلاثة أقسام: يعبر عنها العلماء بتُم، وكُم، وهُم. يعني لا يوجد ميم جمع ابدا الا ان يكون قبلها تُم:" ضربتم، أكلتم، أنتم، صمتم، نمتم" أو كُم: " أنفسكم، لكم، منكم، اليكم" أولاهم كما نعلم. التاء والكاف لا خلاف في كونهما مضمومتان ابدا ولذلك ما فيهما مشاكل. الهاء الأصل فيها الضم. يعني الأصل في الهاء الضم، لماذا؟ لأنها من هو الضمير الدال على المفرد هاؤه مضموم، فالأصل في الهاء الضم. لكن تلك الهاء قد يقع قبلها ياء ساكنة، أو كسر، المشكلة لما الميم بعدها متحرك الذي لا يصلها سواء كان قبلها هاء او قبلها و قبل الهاء كسر نحن في هذه المرة سنتعرض لمشكلة التي هي: تحريك الميم عند التخلص من التقاء الساكنين، القضية التي أتت بالخلاف بين الهاء و الميم قضية تحريك الميم عند التخلص من التقاء الساكنين، لان عندنا اذا وقع بعدها ساكن سأحتاج الى أن اتخلص من التقاء الساكنين، أما اذا كان بعدها متحرك هناك الذي لم يصلها حيسكنها، و الهاء اذا جاورت الياء او جاورت الكسر تكسر، لكن كسرها عارض يعني كسر الهاء الذي وقعت بعد الياء الساكنة او الكسر كسر عارض لأنها في الأصل مضمومة فلما أتينا لتلك القولين يقول الشيخ: " ومن دون وصل -ضَمها أو ضُمها يجوز لك الاثنين- ضمها قبل ساكن لكل" من دون وصل يعني من دون صلة اذا وقع بعدها ساكن ستضم الميم لكل القراء. طيب أنا أعرف أنني سأضم الميم؟ لا لان الضم مخالف لقاعدة التقاء الساكنين والتخلص من التقاء الساكنين. نفسر الان سبب وجود هذا الخلاف، سبب الخلاف أن بعد الميم ساكن والميم ستكون ساكنة لمن لم يصل وبالتالي سأحتاج للتخلص من التقاء الساكنين. طيب التخلص من التقاء الساكنين يحتاج الكسر طيب لماذا يحتاج الكسر؟ هناك قاعدة سأذكرها لكم. عندنا الحركات كم حركة؟ ثلاثة فتحة وكسرة وضمة، الحركة الوحيدة التي لا تكون حركة اعراب في الغالب الا بالتنوين هو الكسر، يعني الضم يكون بتنوين وبغير تنوين، والفتح يكون بتنوين وبغير تنوين، أما الكسر فلا يكون الا بتنوين، يعني أنت تكسري وتقولي دي حركة اعراب لابد أن تأتي معها بالتنوين: تبت يدا أبي لهبٍ(، )أو كصيبٍ من السماء(. فلما كان الامر كذلك كانت الكسرة هي الحركة المختارة عند التخلص من التقاء الساكنين. لماذا؟ لان التخلص من التقاء الساكنين حركته حركة بناء وليست حركة اعراب، فلو جابوا الضمة ستكون الضمة حركة اعراب، لو جابوا الفتحة ستكون الفتحة حركة اعراب، فتخيرت الكسرة في اللغة للتخلص من التقاء الساكنين. لكن ميم الجمع عند التخلص من التقاء الساكنين لا يصلح كسرها الا إذا كانت تابعة، لكن نحن نريدها مشيرة للواو الواو التي خسرناها، فكان ضم الميم هو الأصل عند التخلص من التقاء الساكنين في مثل الميم، ضم الميم هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين. عندنا فريقان من القراء: فريق سيضم الهاء في تلك الصورة-الي هي الميم الي بعدها ساكن والي قبلها ياء أو كسرة-سيضم الهاء في الوصل والميم تتبع حركة الهاء في الضمة الي هم شمللا "وفي الوصل كسر الهاء بالضم شمللا" سيجعلون الميم تتبع حركة الهاء. أبو عمر خالف هذه التبعية. طيب أنا اجعل الميم هي التي تتبع الهاء أو اجعل الميم تابعة لكسر الهاء لانه لن يضم الهاء هو عنده كسر في الهاء لكنه سيجعل الميم تابعة لكسر الهاء. حمزة والكسائي سيجعلون الميم مضمومة تابعة لضم الهاء، أبو عمر سيجعل الميم مكسورة تابعة لكسر الهاء، وباقي القراء يبقونها على الأصل. حتى لو الهاء مكسورة ما يوافقونها على التبعية. وهذه كلها أمور جائزة.

عندنا خلاصة الكلام الميم الساكنة أو ميم الجمع التي بعدها ساكن وقبلها ياء وقبل الهاء ياء ساكنة أو كسر حمزة والكسائي يضمون الهاء ويتبعون الميم للهاء، أبو عمر يكسر الهاء ويجعل الميم تابعة للهاء في الكسر يعني يقرأ )عليهمِ القتال(، )إليهمِ اثنين(، وحمزة والكسائي )إليهمُ اثنين(، والباقون سيجعلون الميم على الأصل باقية كما هي.

إذا اردت الوقوف كل شيء يرجع الى أصله. يعني إذا وقفوا جميعا حتى حمزة والكسائي الذين يضمون الهاء إذا وقف على الكلمة يجعلون كل شيء يعود لأصله. يعني الهاء مكسورة والميم ستكون ساكنة لان سببا من الأسباب التي جعل الهاء تضم سبب الي هو وجود الساكن بعد الميم.

لكن في مسالة مهمة: حمزة له ثلاث كلمات يضم هاءها بالنص وليست سبقت كالهاء القياسية الي هم "عليهم" و" إليهم" و" لديهم". الشيخ لما ذكرهم في البداية قال:" عليهم إليهم ولديهمُ جميعا بضم الهاء وقفا وموصلا" لماذا نص على وقفا وموصلا؟ يعني في كل الحالات لماذا؟ لان الكلمات الثلاثة قد يقع بعدها ساكن زي )إليهمُ اثنين(، )عليهمُ القتال( فالهاء ستضم لحمزة والكسائي. الهاء تضم لحمزة من طريقين )عليهمُ القتال( في الوصل تضم لحمزة من طريقين أو من قاعدتين وليست من قاعدة واحدة فتضم له من القاعدة الخاصة الأولى الي هي: "عليهم" و" لديهم" و" إليهم" وتضم من قاعدة " وفي الوصل كسر الهاء بالضم شمللا" لان كلتا القاعدتين تنطبق على الكلمة. لكن إذا وقف على كلمة من الكلمات الثلاثة حمزة سيقول للكسائي "هذا فراق بيني وبينك" عند الوقف يعني )عليهم القتال( في الوصل كلاهما يقرؤون )عليهمُ القتال(. إذا وقفنا الكسائي سيقف بكسر الهاء )عليهِم القتال( حمزة لا حمزة سيقف بضم الهاء بس ليست من قاعدة " وفي الوصل كسر الهاء بالضم شمللا" لا من القاعدة الخاصة بالكلمات الثلاثة. لا نقول على الأصل لان معنى على الأصل ان هو أصله هكذا. لو قلنا على الأصل نقول بناء على الأصل في تلك الكلمات لو قلنا ناء على الأصل في تلك الكلمات فهذا تعبير دقيق. يعني "عليهم" و" لديهم" و" إليهم" إذا وقع بعدها متحرك سيضمها حمزة من هذه القاعدة، وقع بعدها ساكن سيضمها من قاعدتين، إذا وقف سيرجع لقاعدة الثلاث كلمات. )وقهمُ السيئات( ما ذا سيفعل القراء في )وقهمُ السيئات(؟ ميم جمع بعدها ساكن قبلها هاء الهاء قبلها كسر. أبو عمر يكسر الهاء والميم يجعل الميم تابعة لكسر الهاء، حمزة والكسائي يجعلوا الهاء هي الي تابعة للميم، والباقون يبقون كل شيء على أصله. لكن عند الوقف على "وقهم" الكسر لجميع القراء، لو كانت "عليهم" أو لديهم" أو إليهم" لاختلف الوضع لان هذه الثلاث الكلمات لها قاعدة خاصة ولهم قاعدة عامة مع الكسائي. الي جاب الخلاف أن الميم بعدها ساكن ونحن نحرك الميم للتخلص من التقاء الساكنين. أبو عمرو لماذا جعل الميم تابعة للهاء في الكسر؟ لأنه رجع لأصل التخلص من التقاء الساكنين، أصل التخلص من التقاء الساكنين أن الميم تكون مكسورة. حمزة والكسائي ضموا الهاء تبعا لضم الميم، الباقون جعلوا كل شيء على أصله الهاء بالكسر والميم بالضم لكن دون صلة.

ننتقل لكلمة الصراط كلمة الصراط أصلها من سرط بالسين أصلها اللغوي، وسرط بمعنى بلع وابتلع بمعنى البلع وقد قلت سابقا بأن الله قال )اهدنا الصراط المستقيم( لان سرط فيها معنى الابتلاع، الإنسان لا بتلع الطعام إذا كان فيه أدنى شائبة، يعني إذا أنت بتاكلي وأحسستي أن في حاجة معينة في الأكل يعني حسيتي في حصوة أو حبة رز ما استوت كويس، شعرة يعني، المهم أحسستي أن هناك شيئا ما هل تبلعي والا ما تبلعي؟ طبعا ما ينبلع، فكذلك صراط الله يحتاج منك إلى تنقيح. كلمة سَرَطَ الراء هنا مستعلية لأنها مفتوحة، والطاء كذلك والطاء فيها صفة الاطباق، السين الان أضعف حرف في الكلمة، فقلبت السين صادا لتجاور الراء المستعلية والطاء المطبقة والمستعلية، فقلبت السين صادا "الصراط". وتلك لغة في الكلمة هناك من ينطقها سرط بالسين وهناك من ينطقها صرط بالصاد. لكن السين أيضا حرف مستفل والطاء في كلمة سرط حرف فيه جهر إلى جانب الاطباق الي فيه الى جانب الشدة الي فيه...الخ فهناك بعض اللغات تخلط صوت الصاد زايا  .... "ناقص" أصله فيه إشمام مجرد إشارة لضم الشفتين عند الوقف على نستعين إشارة لحركة الضم، وفي إشمام خلط حركة بحركة سيقابلنا في "قيل" و"غيض"...الخ وفي إشمام خلط صوت حرف بصوت حرف آخر وهذا الي معنا الآن، نخلط الصاد صوت الزاي فيتولد منهما حرف لا هو بصاد ولا هو بزاي. زي بالضبط عندما نخلط الشاي بالحليب. لها ثلاثة أنواع للآن: إشارة للحركة بدون صوت، خلط صوت حركة بحركة، خلط صوت حرف بحرف، وسيأتي نوع رابع لكن سأؤجله لوقتها فهنا خلط صوت بصوت يعني صوت الصاد اجيب عليه صوت الزاي واخلطهما فيعطيني حرف لا هو صاد ولا هو زاي زي من تخلط الحليب بالشاي كما قلت لا يعطيك طعم حليب ولا يعطيك طعم شاي ولا لون حليب ولا لون شاي. هذا الذي هو هاهنا خلط صوت حرف بصوت حرف آخر. الحرف نفسه ما يختلط، أما صوته هو الذي يختلط خلينا في الادق يعني أريد أن أعلمكم من بدري التعبير الدقيق. فأنت عندما تخلطين ستخلطين صوت الصاد بصوت الزاي يتولد حرف لا هو صاد ولا هو زاي وإنما هو يشبه صوت الظاء عند العوام بالذات عند المصريين يقولون صلاة الظهر ما يخرجون لسانهم تحت اسنانهم عند نطق ظ  "اهدنا الصراط المستقيم"، وهذه كلها لغات يعني لا أثر لها في المعنى لكن فائدتها حصر اللغات الواردة في الكلمة. لكن فيها إشكال آخر لابد أن تعرفوه وهو قلنا إن من شروط القراءة الصحيحة احتمال الرسم العثماني لها فكلمة الصراط مكتوبة بالصاد في كل المصاحف ولا يوجد مصحف واحد مكتوب فيه بالسين، الاشمام لا يحتاج رسما، لكن قراءة السين أين الدليل عليها؟ لأنه لا يوجد مصحف واحد رسم الكلمة بالسين. كلمة الصراط أصلها اللغوي بالسين والصاد طارئة عليها يعني تم تعديلها للمناسبة فقط، وهم يكتبون المصاحف قالوا نكتبها بالصاد التي لن يوجد عليها دليل ونترك قراءة السين ليدل عليها أصلها أصل الكلمة بالسين فهو أكبر دلالة على جواز القراءة بالسين. يعني الذي يدل على جواز قراءة كلمة الصراط بالسين إنما هو أصلها اللغوي. أظن قضية الجمع وأظن شيختكم علمتكم كيفية القراءة بالجمع لكني فقط أبين لكم أمرا الجمع ليس وحي منزلاً وليس توقيفا منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، لكنه نظام وضع لضبط أن القارئ أتى بجميع الأوجه الجائزة لكل القراء يعني ما نسي ولا قارئ. الجمع بالطريقة المشهورة الي يسموها بالطريقة المصرية وهي المشهورة بين العلماء وفيها ذكاء وصعوبة شوية بس ان شاء الله نأخذ بالنا فيها. نحن عندنا الائمة والرواة مرتبون، فالإمام الأول هو نافع راويه الأول هو قالون عندما أريد أن أجمع أنظر في نقاط الخلاف في الكلمة، يعني مثلا لو أردت أن أجمع من )اهدنا الصراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم*غير المغضوب عليهم ولا الضالين( وانظروا معي أول نقطة خلاف غي هذه الآيه كلمة الصراط الأولى ثم كلمة صراط الثانيه لان وضعها يختلف الصراط الاولى فيها حمزة كله خلف وخلاد اذا اتفقا الرواه فالتعبير يكون باسم قارئ الإمام أقول قراءة عاصم اذا اتفق شعبة وحفص واذا اختلافا نقول رواية فلان عن فلان .

الصراط هنا حمزة كله هذا الصراط الأولى صراط الثانيه فيها قراءة خلف فقط لكن ننظر الى الصراط الأولى نقول قنبل عن ابن كثير يقرأ بالسين وحمزة يقرأ بالإشمام وكل القرأ يقرؤا بالصاد الخالصة هذا ثلاثه متوققون هنا .

صراط الثانية فيها قنبل أيضا ويكون فيها خلف فقط صراط الذين أنعمت عليهم الهاء في عليهم يكون لحمزة فقط بالضم لان ليس بعد الميم ساكن والقراء جميعا بالكسر ميم الجمع

قالون له الصلة وعدم الصلة، وابن كثير. )غير المغضوب عليهم( عليهُم الثانية زي الأولى الهاء و الميم. عندي كم نقطة خلاف في الآية؟ هذي واحد، اثنين، ثلاثة الهاء، الميم أربعة عليهم الثانية ستبقى مرتبطة به لأنها مثلها. هذي كم نقطة خلاف؟ ضعي الكلمة أمامك واكتبي بدقة القراء المتوقفون طريقة الجمع أننا نحدد نقاط الخلاف، ويشبه البعض طريق الجمع الطلاب بباص ركبه القراء جميعا عند بداية الآية وكل واحد نزل في المحطة التي توقف فيها، الباص وهو راجع يأخذ كل واحد نزل في المحطة ليعود به، أنا في البداية بينزل مني القراء وأجيب عند الجمع أجيب من الآخر من آخر واحد نزل هو الي يركب، يعني آخر نقطة خلاف الميم.في عليهم ولاء احنا ركبنا عند كلمة اهدنا كل القراء ركبوا الباص أنا أول ما أقرأ أقرأ بقالون طيب قالون له في ميم الجمع وجهان سكون وصلة لا أبدأ له بالسكون الأول، طيب له في المنفصل قصر وتوسط أبدأ له بالقصر بس أنا ما في عندي في الآية منفصل أنا أقصد لو كان معنا منفصل سأقرأ في الأول )اهدنا الصراط( اقرأ بالصاد ليه؟ لأن قراءة قالون بالصاد الخالصة وأنا أقرأ " الصراط بالصاد مين الي نزل من الباص؟ ينزل يعني يفارق قالون؟ قنبل وحمزة، حمزة له الاشمام في الصاد الأولى، وقنبل له السين. لمن وصلت )صراط الذين( ما حد سينزل جديد لان الي المفروض ينزلوا نزلوا من الأول، خلف نازل من الأول مع حمزة، قنبل نازل من هناك )صراط الذين أنعمت عليهم( عليهُم الهاء ضم الهاء مين؟ أيضا حمزة نازل في الأول، طيب صلة الميم قالون له وجهان أنا أقرأ له بالسكون، مين الي نزل عند الميم؟ سينزل ابن كثير لأني سأقرأ بالسكون، طيب ابن كثير ينقسم الى بزي القنبل، وقنبل نازل من بدري، لكن المرة دي توقف عند الميم ابن كثير كله مو البزي بس لان الميم خاصة لابن كثير لكن البزي الي نزل. بس )غير المغضوب عليهم ولا الضالين( بعد ما أقرأ الآية أنظر في القراء السبعة برواتهم من الذي وافق قالون؟ من باب الترتيب مين الي وافق قالون على قراءة الصاد؟ أقول مثلا ورش الي هو الراوي الثاني لنافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، والكسائي. مين الي فضل موافق قالون موافقه موافقه؟ لحد ما جاء في آخر نقطة و فارقه؟ الي فارقه هو نفسه ورش له وجه في صلة الميم، قالون له الصلة أنا كنت بقرأ له بالسكون، هو آخر واحد باعتبار أوجهه يعتبر نزل، آخر واحد أنا حجيبه قالون، حجيب قالون بالصلة )صراط الذين أنعمت عليهم و غير المغضوب عليهم و ولا الضالين( من الذي وافقه على تلك القراءة؟ البزي، طيب ما قلنا ابن كثير ليه؟ لان قنبل يقرأ بالسين في سراط، طيب مين وافق وجه قالون بالصلة، الهاء يتوقف فيها حمزة، بس حمزة واقف في أول محطة خالص في الصراط، يقف في محطة الصراط هذه قنبل وحمزة، القاعدة" إذا وجدت مجموعة من القراء يقفون جميعا على محطة واحدة يعني كلهم الآن يقفون على الصراط في قوله اهدنا الصراط المستقيم: حمزة كله وقنبل طيب ما العمل؟ نقدم صاحب المرتبة صاحب المرتبة يعني في ترتيب الشاطبي، الشاطبي رتب القراء قنبل والا حمزة أيهم مرتب؟ قنبل أنا سأقرأ لقنبل بالسين في الصراط و أقرأ في ميم الجمع بالصلة. هل هناك من وافق قنبل؟ لا . ليه؟ لان لا احد قرأ بالسين معاه، حتى الي وافقه في الصلة يفارقه في الصاد. يتبقى لي حمزة، حمزة لابد أن أقسمه إلى قسمين ليه؟ لان حمزة ليس متفقا كله، هو له ثلاث نقاط في الآية بس خلاد افترق عن خلف في موضع، الصراط الأولى متفقين فيها، صراط الثانية مختلفين عليها، الهاء في عليهم متفقين فيها. طيب من المرتب فيهما؟ لان الاثنين واقفين في نقطة واحدة خلف وخلاد، خلف الراوي رقم واحد خلاص أقدمه على خلاد أقرأ لخلف الأول بعدين أعطف خلاد عليه من عند صراط الذين بالصاد. هذه هي طريقة الجمع و تأتي بالتدريب الكثير لا تتعجلوا عليها لأنها طريقة الجمع كالبناء و هو بيرمي في الأساس الموجود في الأرض انتهى منه و شغال في لون النقاش لون النقاش آخر شيء، لا تتعجلوا خلونا في الأساس الأول لكن لو قلت لكم في آيات بتكون طويلة فالأولى يكون تقسيمها بحيث يصلح الوقف يعني لا يمكن أبدا أن يكون جمع القراءات سببا في خلل بالمعنى يعني المفروض ان الجملة التي أجمعها لابد أن يصح الابتداء بها و الوقف عليها و الوقف بما بعدها أو الحد الأدنى من التمام يعني لان بعض الآيات بتكون طويلة فتكون صعبة على من يجمع لكن لو سألت: أين الدليل على قراءة جميع القراء بالصاد؟ يعني الشيخ قال" وعند صراط والسراط لقنبلا بحيث أتى" لفظ الناظم لم يقيدها " وعند سراط والسراط لقنبلا" السراط وسراط أتى بها نكرة و معرفة طيب هل ضد السين الصاد؟ المصاحف ليست حجة لنا، قراءة الصاد نأخذها من قول الشيخ" والصاد" يعني بعد أن أتى بقراءة قنبل وقال" وعند سراط و السراط لقنبلا         بحيث أتى و الصاد" أي و الصاد التي يقرأ بها الباقون أشمها لدى خلف. قوله "والصاد" دليل لان ليس من الأمور المتضادة في القواعد التي ذكرها سابقا الشيخ ليس منها أن الصاد ضدها السين ولا السين ضد الصاد.

والله أعلم وأظن نحن أجبنا على الأسئلة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

 

قامت بالتفريغ / نورا سعيد عمر .

5/ ذو الحجة /1436 هـ

 


هناك تعليق واحد:

  1. Casino Roll: Review & Bonus | Casino Roll
    Check out our comprehensive 룰렛 review of casino games, 비트 코인 게임 you can enjoy a great 꽁 머니 토토 사이트 welcome 먹튀검증사이트 bonus when you sign 스포츠 무료중계 up and start playing, Bonus: Welcome Bonus of €10 + 100 free spins

    ردحذف