المحاضرة الحادية و العشرون لشرح الشاطبية لفضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس حفظه الله.. باب الفتح والإمالة وبين اللفظين الجزء الثالث
للاستماع للمحاضرة من هنـــــــــــــــــــــــــا
بسم
الله الرحمن الرحيم
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد
لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
سبحانك
لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا
بما علمتنا يا رب العالمين .
وبعد ..
فإني
أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدورنا ، وأن
ينير قلوبنا بفهم كتابه وتدبره والعمل بما فيه .
وها نحن نلتقي في لقاءنا هذا حول : باب
الفتح والإمالة .
أظن
كنا توقفنا عند قول الشاطبي يرحمه الله :
رَمَى صُحْبَةٌ أَعْمَى فِي الاِسْراءِ
ثَانِيًا سُوًى وَسُدًى فِي الْوَقْفِ
عَنْهُمْ تَسَبَّلاِ
رمى صحبة : قلت إن منهج الشاطبي أنه إذا يعني كان هناك من
يأتي الباب دائمًا له ، بمعنى أن الإمالة دائمًا مثلًا لحمزة والكسائي ، وهناك من
وافقهم في بعض المواضع ، فإذا أراد أن يذكر تلك المواضع أعاد الرموز للكل .
وأنا
قلت بأن هذا أولى ؛ لأنه مثلا هنا في كلمة (رمى صحبة) : صحبة
: حمزة والكسائي ومن ؟ وشعبة .
فيعتبر
الذي زاد هو شعبة ، فلو ذكر لشعبة وحده لكان البعض توهم ! يا ترى هو قصد استثناء
هذا الموضع من حمزة والكسائي ؟ أم أن حمزة والكسائي لهم أيضًا في هذا الموضع .يعني
يذكرهم مرة أخرى .
وأنا
قلت : إن التوكيد أولى . وأظن بأني ضربت مثلًا بهذا .
وانتهينا
من : أَعْمَى فِي الاِسْراءِ ثَانِيًا
أنا قلت أن ( أعمى ) في سورة الإسراء تكرر مرتين
في آية واحدة ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ
فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا )
فالذين يميلون الموضع الثاني : هم صحبة أيضًا ( حمزة والكسائي
وشعبة ) .
سُوًى وَسُدًى فِي الْوَقْفِ عَنْهُمْ تَسَبَّلاِ
أي
: أن كلمة (سُوًى) وَ(سُدًى) إذا وقفنا ؛ لأن
هذا الكلمات منونة ، فإذا وقفنا طبعا لن ننون ، فتكون معي هنا إمالة عند الوقف
أيضًا نفس المرموز لهم بـ( صحبة ) .
ومعنى
تسبلا : أي أبيحا .
سُوًى وَسُدًى فِي الْوَقْفِ عَنْهُمْ تَسَبَّلاِ
يعني
: أبيح لهم الإمالة في هذا الموضع .
وَرَاءُ
تَراءَى فازَ فِي شُعَرَائِهِ وَأَعْمى
فِي الاِسْرا حُكْمُ صُحْبَةٍ اَوَّلَا
في
قول الله تعالى : (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ
) الذي في سورة الشعراء عندنا فيها ألفان .
ألف
بعد الرا ، وألف بعد الهمزة .
الألف
الذي بعد الهمزة : هو منقلب عن ياء ، لكنه سقط لفظًا لالتقاء الساكنين .
(
تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ) : يعني لا نمده ولا
نثبته .
وبالتالي
في الوصل الكلام فقط على إمالة الألف الذي بعد الرا .
مع
أن الرا تبعٌ للألف في الإمالة ، يعني الذي يمال في الأصل إنما هو الألف ، لكن
الألف لن تظهر فيه الإمالة إلا إذا أملنا ما قبله .
فالألف
الذي بعد الراء لن تظهر فيه الإمالة إلا إذا أملنا الراء.
طيب
الشيخ الشاطبي المرة هذه بيعبر بالرا لماذا ؟ هو دائما يعبر عن إمالة الألفات ، مع
أن الراء تبعٌ لإمالة الألف .
لأن
خلِ بالك معي كلمة ( تَرَاءَى ) الآن كما قلت لك فيها ألفان .
فلو
قال أَمِل الألف لكنا احترنا ، يا ترى أي ألف ! هل قصد الذي بعد الراء ، أم قصد
الذي بعد الهمزة ؟
ولو
قال أَمِل الألف الذي بعد الراء فيها تطويل على النظم ، والنظم لا يسمح ؛ لأن
النظم عنده قواعد شعرية أيضا.
إذن
: هو عبّر بالراء ها هنا احترازًا من الخلط واللبس بين الألفين .
يبقى
عندي فاز: وهو حمزة المرموز له بالفاء يميل الألف
التي بعد الراء ، وبالتالي لن تظهر الإمالة إلا بإمالة الرا . ماشي كده
تلك
الكلمة هذا هو ما فيها وصلا فقط ، حمزة يميل الراء وصلًا فقط ، مش يميلها هي وصلا ؟
لا
يعني
هو الوحيد الذي له إمالةٌ فيها في حالة الوصل ، لكنّ إمالته ستكون في الوصل وفي
الوقف .
أنا
بس استدركت حتى لا تفهموا كلامي خطأً ؛ لأن تقريبا كان في عدم حسن تعبير مني .
لكن إذا وقفت على كلمة ( تَرَاءَى ) أصبح معي ألف ذات ياء وهي التي
بعد الهمزة .
دعنا من الألف التي بعد الراء ، ألفٌ بعد الهمزة
فهذه بالطبع الكسائي سيكون له فيها إمالة ؛ لأنها منقلبة وكذلك حمزة.
يبقى
عندنا تلك الكلمة لو وقفنا عليها يكون
عندي إمالتان لحمزة ، إمالة في الألف التي
بعد الراء ، وإمالة في الألف التي بعد الهمزة
. هذا حمزة .
يعني يقرأ : (فلمّا
تَرَاءَى ) يبقى هو كدا يميل الألف التي بعد الراء ، والألف
التي بعد الهمزة.
والكسائي : يميل الألف التي بعد الهمزة فقط ( تَرَاءَى)
.
وسيكون
لورش فتح وتقليل وسيأتي الكلام.
هذا
إذا وقفنا على كلمة ( تَرَاءَى ) . واضح
بعد
ذلك يقول يرحمه الله :
وَأَعْمى فِي الاِسْرا حُكْمُ صُحْبَةٍ
اَوَّلَا
أي
الأعمى في الموضع الأول ، الذي هو ( وَمَنْ كَانَ فِي
هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى) .
فيميل (أعمى) في الموضع الأول المرموز له بالحاء: وهو أبو عمرو ،
و( صحبة ) حمزة والكسائي وشعبة .
نستنبط
من هاهنا : أن أبا عمرٍ يميل الموضع الأول دون الثاني
في نفس الآية .
يقرأ
: ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ
أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا )
شعبة : يميل الموضعين فقط هو ( أعمى ) هذه و ( أعمى ) هذه .
أنا
أقول فقط ليه ؟
لأن
احنا عندنا كلمة ( أعمى ) جاءت في سورة طه : (وَنَحْشُرُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ
بَصِيراً) .
طبعا
( أعمى ) هذه يا جماعة على وزن ( أفعل ) ، وليست على وزن (
فعلى ) عشان نكون واخذين بالنا .
على
وزن ( أفعل ) ، ولأنها على وزن ( أفعل ) فلا يدخل فيها أبو عمرو بدايةً ، إنما هو
دخل هنا فيها خصوصا ، ودخل هنا إمالة ، وهو
له في ( فعلى ) تقليل .
أبو عمرو له في وزن ( فعلى ) تقليل .
هذه
الكلمة ليست ( فعلى ) وإنما هي ( أفعل ) ولذلك ذكرت له خصيصًا هذا أمر .
يبقى أنا عندي خلاصة
الكلام :
أن ( أعمى ) التي في طه يميلها حمزة والكسائي .
طيب
كيف يميلها حمزة والكسائي والشيخ لم
يذكرها هنا الآن ؟
الشيخ
الآن ما ذكر إلا الإسراء .
نقول
: لا ، هو سيميلها من القاعدة العامة التي هي من الألفات التي انقلبت عن ياء .
يبقى
هو تبعًا للقاعدة العامة يميلان الذي هم حمزة والكسائي موضع طه ، ولم
يذكره لأنه لم يختلف فيه أحد آخر ،
أو لم يمله أحد آخر كما أمالوا موضع الإسراء .
عندنا
الآن : شعبة يميل موضع ( أعمى ) في الإسراء فقط دون
طه .
وعندنا
: أبو عمرو
يميل الأول دون الثاني في الإسراء ، ودون طه أيضًا .
هذه
الأمور ذهب العلماء يتلمسون تعليلًا لذلك .
وأنا
يعني سأتكلم في تعليل هذه في الأصول لأن لها فائدة .
فيقولون:
من أمال موضع الإسراء دون موضع طه ؛ لأن في طه من عمى
العين ، في طه واضح أنه عمى العين (وَنَحْشُرُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ
بَصِيراً) .
وأما موضع الإسراء: فإنه عمى القلب (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى)
ليس عمى العين؟ وإنما عمى القلب .
فقالوا : لعل هذا هو السبب
.
وقالوا : ربما للجمع بين اللغتين ؛ لأن عندنا لغة تُميل ، ولغة لا
تُميل ، فربما للجمع بين اللغتين أمال هنا ولم يمل هنا .
والقول الذي قلته لكم الأول زائد هذا أنه للفرق بين عمى العين وعمى القلب .
نأتي للتعليل الأهم وهو تعليل أبو عمرو .
لماذا أمال الموضع الأول في الإسراء ولم يمل الموضع
الثاني ؟
والكلام هنا أسندوه لأبي
عمرو .
أبو عمرو كان أهل لغة ، كان إمام في اللغة من أئمة البصرة الكبار .
فعلل لهذا الأمر وقال : أن (أعمى ) الأولى معناها غير ( أعمى )
الثانية .
(أعمى ) الأولى : صفة ،
صفة لواحد أعمى ، يعني ومن كان في هذه الدنيا موصوفا بالعمى .
فالأعمى الأولى صفة ، طيب والأعمى الثانية ؟
( أعمى ) الثانية : أفعل التفضيل ، على وزن أفعل التفضيل ، بمعنى
أنه أشدّ عمى .
يعني : ليست وصف وإنما هي أفعل التفضيل .
فيكون المعنى : فهو في الآخرة أشدّ عمى .
إذن : لأن ( أعمى ) الأولى وصف ، وَ ( أعمى ) الثانية أفعل التفضيل
بمعنى أنه أشدّ عمى .
فلم يملها أبو عمرو ، وهذا التعليل قد ذكره هو بنفسه ، وقال لأن
هذه كذا .
تأتي
هنا مشكلة، يعني أنا أفتّح أذهانكم إنكم أما تسمعوا معلومة مش بالضرورة تقبليها كده
وإنت ساكتة ، ليه ؟
لأن
معنى أبو عمرو ذكر بنفسه أنه ما أمال ( أعمى ) الثانية لأنها بمعنى أشدّ عمى وأنها
أفعل التفضيل .
هل
معنى ذلك أن القراء كان لهم يعني هوىً في أن يقرأ هذه ولا يقرأ هذه ؟
لا
، الأصل أن مشايخه أقرئوه هكذا ، لكنه هو يبحث عن علة أو سبب أن هذه لم ترد
قراءة عنده بسبب كذا .
أو
ربما "خلينا نوسع الدائرة شوي " عند اختياره لقراءته ، ما هو في اختيار
لهؤلاء القراء .
هؤلاء
القراء قرؤوا على عدد كبير من التابعين ، ثمّ تخير كل واحد منهم له قراءة ، فعند
التخير ربما تخير هذه ولم يتخير هذه ؛ لأن هذه وجدها عند كل من أقرأه مثلا ، أو
عند الأغلب ممن أقرؤوه ، وهذه لم يجدها إلا عند قلة ، فتخير ما وجده عند الكثرة .
طيب تقولين : ايه يعني إن ( أعمى ) الأولى وصف ، وَ ( أعمى )
الثانية أفعل التفضيل ، ولماذا لم يمل الثانية بالذات؟
طيب كان ممكن مثلًا أمال الثانية ولم يمل الأولى ؟
نقول
: خلِ بالك معي
عندما
أقول بأن كلمة ( أعمى ) الأولى صفة فمعناها أن الألف وقعت طرفًا في آخر الكلمة ،
آخر حرف في الوصل هو الألف ، والإمالات تكون في الأطراف .
أُمّال
ايه المشكلة في ( أعمى ) الثانية التي هي أفعل التفضيل التي بمعنى أشدّ عمى أو
أكثر عمى ؟
أفعل
التفضيل " يابنتي " تحتاج دائما
إلى صلةٍ بعدها ، دائما يأتي بعدها صلة لتوضيحها .
يعني
عندما أقول مثلا : محمدٌ أكرمُ ( لازم أقول أكرم من مين ؟) أكرم من علي ، من أحمد
، من كذا .
يبقى
هنا أفعل التفضيل لا بد أن يكون لها صلة بعدها ، تلك الصلة تبين المُفَضَّل عليه .
يبقى
هنا ( أعمى ) كونها أفعل تفضيل على نية وجود الصلة حتى لو لم تكن موجودة .
لأن
"خل بالكم" منهج القرآن وأقول الآن في الغالب على الأعمّ يعني ؛ لأن
الأمر يحتاج إلى حصر .
أنه
إذا ذكر أفعل التفضيل لا يذكر الصلة يتركها يحذفها ، حتى يذهب كل عقلٍ في تفكيره .
-
يعني عندما يقول الله
تعالى مثلا : (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ
أَقْوَمُ ) أهي ( أقوم ) ده أفعل التفضيل .
هي
(أقوم) من ايه ؟
أقوم
من كل طرقٍ يزعمون أنها للهداية .
أقوم
من كل ما يظهر في أي مكان وزمان زاعمين أنها للهداية .
هذا
معنى الحذف .
-
(وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) : أكبر من كل ما تتخيله
العقول ، ومن كل ما لا تتخيله العقول كمان .
هذا
معنى حذف صلة أفعل التفضيل .
ينتقل بنا الشيخ لقاعدة جديدة :
وَمَا بَعْدَ رَاءٍ شَاعَ حُكْمًا وَحَفْصُهُمْ يُوَالِي بِمَجْرَاهَا وَفي هُودَ أُنْزِلَا
كل
ألفٍ وقعت بعد راء برضو ذكر حمزة والكسائي كمان تاني يعني من باب التأكيد .
بس
هو يعني يذكر ليبين منهج أبي عمرو فقط ،
لكنه ذكر وأعاد ذكر حمزة والكسائي .
خذي قاعدة عامة نعرفها : أن كل ألف بعد تلك الراء فإنما يميلها حمزة والكسائي وأبو
عمرو .
وَمَا بَعْدَ رَاءٍ شَاعَ حُكْمًا وَحَفْصُهُمْ يُوَالِي
بِمَجْرَاهَا وَفي هُودَ أُنْزِلَا
كلمة
(مَجْرَاهَا ) : ويدلنا على السورة التي وردت فيها كمان .
حفص
هو :حفص ابن سليمان ( إذا أُطلِق يكون هو ) اللي هو حفص عن عاصم ، وليس له من إمالة في القرآن كله سوى هذه .
بعد ذلك يقول :
نأَى شَرْعُ يُمْنٍ بِاخْتِلاَفٍ وَشُعْبَةٌ في الاِسْرَا وَهُمْ وَالنُّونُ ضَوْءُ
سَنًا تَلَا
(نأَى)
الألف اللي بعد الهمزة ، اللي هي (وَنَأَى بِجَانِبِهِ ) هذه قصد بها موضع فصلت .
المشار
لهم بالشين والياء : الياء للسوسي بخلفٍ عنه ، الخلف بين الفتح والإمالة .
وأتى بالشين : حمزة والكسائي من باب برضوا التأكيد
.
وَشُعْبَةٌ في
الاِسْرَا وَهُمْ
يعني
موضع الإسراء شعبة شاركهم .
(
وهم ) : يعني شرع يمن .
إذن
: (وَنَأَى بِجَانِبِهِ ) التي في الإسراء .
أيضًا
موضع الإسراء زاد عليهم شعبة . خلاص خل بالكم
بعد ذلك :
وَالنُّونُ ضَوْءُ سَنًا تَلَا
أي
: ويميل النون المرموز لهم بالضاد والسين والتاء .
السين والتاء : طبعا رواة الكسائي ، بس أتى بهم كل راوٍ منفردًا عشان يتم البيت .
يعني
: هو دا السين والتاء تعطينا الكسائي .
يعني
بدل ما أقول أبو الحارث والدوري عن الكسائي ، نقول الكسائي وخلاص .
والضاد
: لخلف عن حمزة .
يبقى عندنا خلف والكسائي يميلون النون والهمزة (نَأَى )
ويبقى خلاد يميل الهمزة فقط ، أي الألف التي بعدها طبعا .
وأما
السوسي : فله الوجهان ، وإن كان الراجح أنه الفتح فقط ؛ لأن وجه الإمالة لم يثبت
له من طريق التيسير للداني ، وهذه أمور سأبينها لكم إن شاء الله في مرة أخرى كده
نكون ايه الأمور رايقة معانا شوي نقدر أفهمكم
يعني ايه : وجه ليس في أصله ولا في مصدره الأصلي ، وموقف العلماء من ذلك .
إِنَاهُ لَهُ شَافٍ وَقُلْ أَوْ كِلاَهُمَا شَفَا وَلِكَسْرٍ أَوْ لِيَاءٍ تَمَيَّلَا
إناه
: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ
النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ
)
يعني ايه (إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ) يا
جماعة في المعنى ؟
غير
منتظرين نضجه .
كأن
الإنسان إذا دعي إلى طعام لا ينبغي أن يذهب مبكرًا قبل أن يتم الطهي ويتم الطبخ .
يعني
معزوم مثلا على العشاء ، العشاء يكون الساعة عشرة كويس إن الواحد يروح مثلا تسعة
ونص .
إنما
من قبل أذان المغرب يكون جالس لهم بالبيت .
هذا
طبعا الآن عشان البيوت التي تشتري من المطابخ جاهز، لكن البيوت التي تطبخ تكون
مشكلة كبيرة.
المهم أن كلمة ( إناه ) ها هنا يميلها المرموز له باللام مع الشين
.
الشين : حمزة والكسائي . تلاحظوا إن حمزة والكسائي يتكرر بالرغم
من أنه معروف لكن هذا هو منهج الشاطبي .
يعني
هو هنا أراد فقط أن يشير إلى هشام .
وَقُلْ أَوْ كِلاَهُمَا شَفَا
أو
كلاهما في آية : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا)
و
شفا : هما حمزة والكسائي .
خل
بالكم هذه الكلمة لا تخضع لقواعد سابقة ، ولذلك هو ذكرها هنا لحمزة والكسائي فقط ؛
لأنها لا نستطيع أن نخضعها لقاعدة الألف المنقلبة عن ياء ، ولا ألف التأنيث ، ولا
..... مافي .
ولذلك أتى بعلة هنا فقال :
وَلِكَسْرٍ أَوْ لِيَاءٍ تَمَيَّلَا
الكسر
اللي قبل اللام ( كلاهما )
أو
لياء : أن تلك الألف وهذه الكلمة عند تثنيتها أو عند نصبها أو جرها تكون بالياء .
مررت
بكليهِما – أكرمت كليهُما .
وهذا
طبعا في قول الله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ
الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا)
وأنا
قلت قبل ذلك أن العلة " يابنتي " لا تأتي بقراءة لا ، وإنما القراءة
تثبت ولا يمنع أن نبحث عن علة ، بس القراءة تكون ثابتة أولا ، يعني قبل أن نبحث عن
العلة .
عندما
تثبت القراءة لا مانع إن نحنا نبحث عن علة ونتلمس بعض التعليل .
هذه
: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ
كِلَاهُمَا) .
ربنا بيتكلم عن الإحسان بالوالدين ، لما فصّل هكذا وقال
( أحدهما أو كلاهما ) ؟
طيب ما كانت ( كلاهما
) تكفي ! ها يا جماعة ؟
الله
يفصل لأنه يعلم أن هذا الإنسان يتمرد .
فلو
قال الله : ( كلاهما ) ربما يفهم البعض أن شرط الإحسان بالوالدين وجود الاثنين على
قيد الحياة ، لو كان واحد ؟ لا .
ولو
قال : ( أحدهما ) لفهم أنه لا بد من انفراده ، أو فهم أن له أومن حقه يتخير .
أنا
أحسن إلى أمي وأنت تحسن إلى أبوك ، إخوة يعني .
وهذا سبحان الله يعني ما يترك الله للإنسان من باب أبدا ،
لماذا ؟
لأن
النفس شحيحة في تنفيذ أمر الله ، النفس بطبيعتها .
طيب فائدة (عندك ) ايه : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ)؟
لأن
الأسلوب بدون عندك يمشي ويكون تمام : إِمَّا يَبْلُغَنَّ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا .
العندية : معناها عندك ظرف ، يعني إن هم تحت عينيك .
ويعني
: لا تبتعد عنهما إلا بإذنهما ، ولا تفارقهما إلا بإذنهما .
فسبحان
الله رب العالمين .
وسنتوقف
هنا ، وإن شاء الله سنكمل في اللقاء القادم
بإذن الله تبارك وتعالى .
وصلى
الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
والحمد
لله رب العالمين .
هل
عندكم شيء ؟
معذرة
لأني أصبحت أرهق بسرعة ، فسامحوني بارك الله فيكم ، ولا تنسوني من الدعاء .
بارك
الله فيكم جميعا ، والحمد لله رب العالمين .
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته