الأربعاء، 20 يوليو 2016

المحاضرة العشرون لشرح الشاطبية لفضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس حفظه الله.. باب الفتح والإمالة وبين اللفظين الجزء الثاني



المحاضرة العشرون لشرح الشاطبية لفضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس حفظه الله.. باب الفتح والإمالة وبين اللفظين الجزء الثاني





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا يا رب العالمين .

وبعد ..

فإني أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدورنا ، وأن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته .

وها نحن نلتقي في لقائنا هذا عن : الفتح والإمالة بين اللفظين

تكلمت في اللقاء السابق عن : القواعد التي سيميلها كلٌ من حمزة و الكسائي من ذوات الياء إلى ألف ( فعلى ) إلى ما ذكرناه من زيادة الثلاثي أو ....... إلخ .

واليوم نكمل ما انفرد به الكسائي ، أو ما اتفق فيه حمزة والكسائي ، أو ما انفرد به دوري الكسائي .

يقول الشيخ يرحمه الله :

وَلَكِنَّ أَحْيَا عَنْهُمَا بَعْدَ وَاوِهِ                             وَفِيمَا سَوَاهُ لِلكِسَائِيِّ مُيِّلاً

كلمة ( أحيا ) وردت في القرآن الكريم :

-         تسبقها الواو مثل قوله تعالى : ( وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا )

-         أو الفاء : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ) هذه اقترنت بالفاء .

-         أو ثم : (ثُمَّ أَحْيَاهُمْ )

-         أو لا تقترن بحرف عطف : (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )

إذن كلمة ( أحيا ) ترد على كم صورة ؟

مسبوقة بــ ( واو العطف ) ، بــ ( الفاء ) ، بــ ( ثم ) ، ( غير مسبوقة بأي حرف عطف ) .

إذا سبقت بـــ ( الواو ) : يميلها كلٌ من حمزة والكسائي .

إذا سبقت بـــ ( الواو ) فقط : يميلها كلٌ من حمزة والكسائي  ، وغير ذلك من تلك الصورة يميلها الكسائي وحده .

إذن ( أحيا ) المقترنة بــ ( الواو ) لحمزة والكسائي  ، غير المقترنة بـــ ( الواو ) : يميلها الكسائي وحده .

ثم بدأ بعد ذلك يذكر ما اختص به الكسائي من إمالات في بعض الكلمات :

يعني حمزة لا يشاركة في الكلمات الآتية :

وهي تقريبا ست عشرة كلمة .

وَرُءْيَايَ وَالرءُيَا وَمَرْضَاتِ كَيْفَمَا                              أَتَى وَخَطَايَا مِثْلُهُ مُتَقَبَّلاً

وَمَحْيَاهُمُو أَيْضًا وَحَقَّ تُقَاتِهِ                            وَفِي قَدْ هَدَانِي لَيْسَ أمْرُكَ مُشْكِلَا

وَفِي الْكَهْفِ أَنْسَانِيْ وَمِنْ قَبْلُ جَاءَ مَنْ                         عَصَانِيْ وَأَوْصَانِيْ بِمَرْيَمَ يُجْتَلَا

وَفِيهَا وَفِي طَاسِيْنَ آتَانِيَ الَّذِي                         أَذَعْتُ بِهِ حَتَّى تَضَوَّعَ مَنْدَلَا

1-    أولها : (وَرُءْيَايَ ) : رؤيا المضافة إلى ياء المتكلم  وأظنها وقعت في سورة يوسف : (وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ ) .

2-    و ( الرءُيَا  )المعرفة بالألف واللام : حيث وقعت في القرآن كله ، هذه لا يميلها إلا الكسائي  .

3-    و ( مَرْضَاتِ ) كيفما وقعت أيضا ، يميلها الكسائي  وحده .

4-    وَ(  خَطَايَا ) حيثما وقعت كذلك ، لكن المراد هو  الألف الذي بعد الياء ، ( خطايا ) إمالة الألف التي بعد الياء وليست التي بعد الطاء .

 كلٌ للكسائي وحده من أول ( أحيا ) الغير مقترنة بــ ( الواو ) .

المقترنة بـ ( الواو ) للاثنين ، غير المقترنة كله للكسائي وما يأتي .    

5-    وَ( مَحْيَاهُمُ ) أيضا : (سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ) في الجاثية .

6-     وَ( حَقَّ تُقَاتِهِ ) .

خلي بالكم قيّد كلمة تقاته هاهنا بكلمة ( حق ) لأن هناك : ( إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) متفق على إمالتها لأنها ستكون من ذوات الياء .

إنما ( حق تقاته ) هذه من خصوصيات الكسائي .

7-    وَ فِي ( قَدْ هَدَانِي ) أيضا ، ( هداني ) المقترنة بــ ( قد ) التي هيا : (وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ ) في الأنعام .

هذه من خصوصيات الكسائي .

أما ( هداني ) المجردة من ( قد ) يعني :   (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) وهكذا هذه تابعة للقاعدة العامة .

نعم كل الكلمات هذه معطوفة على ( للكسائي ميلا )

وميل ( رؤياي ) وميل ( رؤيا ) إلى آخر ما سنذكر .

8-    وَفِي الْكَهْفِ ( أَنْسَانِيْ ) : (وَمَا أَنسَانِيهُ ) يميلها أيضا الكسائي وحده .

9-    وَمِنْ قَبْلُ جَاءَ ( مَنْ عَصَانِيْ ) : (وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التي في إبراهيم ، هذه أيضا يميل ألفها الكسائي .

هذا بخلاف : (قَالَ هِيَ عَصَايَ ) وهذا يعني يستشكل عند بعض الناس يقولون هذه ( عصاني ) أميلت وهناك

( عصاي ) .

نقول : هناك فرق ؟

( عصاي ) اسم ، و ( عصاني ) هنا فعل . ماشي

والإمالة هنا متعلقة بالألف التي في كلمة ( عصاني ) التي هي فعل .

يعني هناك فرق بين الكلمتين .

يعني هي ( عصاي ) : لا إمالة فيها لأحد .

10- وَ( أَوْصَانِيْ )  بِمَرْيَمَ يُجْتَلَا ، (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ........ ) .

11- وَفِيهَا وَفِي طَاسِيْنَ ( آتَانِيَ ) الَّذِي .

وفيها وفي طاسين ، فيها الضمير يعود على ماذا ؟ على مريم  في (آتَانِيَ الْكِتَابَ ) ، وفي طاسين (فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم ) طاسين التي هي النمل . ماشي

( آتَانِيَ ) الألف الذي بعد التاء يميله الكسائي وحده .

بعد ذلك :

وَحَرَفُ تَلاَهَا مَعْ طَحَاهَا :

حرف تلاها مع طحاها ، هذه تذكروا أنها من خصوصيات الكسائي ؛ لأن الكلمات هذه خلي بالكم كل الكلمات التي مضت ألفها ذات ياء ما عدا ( مرضات ) . ماشي

ومن أول تلاها وَ ( طحاها ) وَ( سجى ) وَ( دحاها ) بالواو ألفها أصلا واوية ، ولذلك :

وَحَرَفُ تَلاَهَا مَعْ طَحَاهَا وَفِي سَجَى                           وَحَرْفُ دَحَاهَا وَهْيَ بِالْوَاوِ تُبْتَلَا

إذن إلى هاهنا تلك الكلمات التي اختص بها الكسائي .

الكلمات هذه ليس لها إلا حفظ المتن ، يعني الكلمات التي اختص بها الكسائي بالذات ، يعني القواعد يمكن يمشي الحال ، أما الكلمات التي اختص بها الكسائي فإن الإنسان لا يتذكر إلا إذا تذكر البيت ، يعني لا بد من حفظ البيت الذي فيه الكلمات التي اختص بها الكسائي وحده .

ولما كان هناك كلمات ختم بها الشيخ ما اختص بها الكسائي واوية ، وهناك كلمات أصل ألفها واو لكن حمزة والكسائي يميلانها الاثنان .

فقال الشيخ :

وَأَمَّا ضُحَاهَا وَالضُّحَى وَالرِّبا مَعَ الْـ                            قُوَى فَأَمَالاَهَا وَبِالْوَاوِ تُخْتَلَا

فَأَمَالاَهَا  : ألف الاثنين  ، تعود على حمزة والكسائي .

يبقى عندي (ضُحَاهَا وَالضُّحَى وَالرِّبا مَعَ الْـقُوَى ) أمالاها .

مع أنها واوية إلا أنه ورد إمالتها عن حمزة والكسائي .

وهنا ننبه على أنها من ذوات الواو ، ولكنها كلمات ممالة .

البيت الذي  يأتي خاص بدوري الكسائي :

وَرُؤيَاكَ مَعْ مَثْوَايَ عَنْهُ لِحَفْصِهِمْ                      وَمَحْيَايَ مِشْكَاةٍ هُدَايَ قَدِ انجَلَا

حفص ، ليس حفص ابن سليمان حقنا اللي هو الراوي عن عاصم ؟ لا .

حفص هنا أبو عمر الدوري اسمه حفص .

وهذا الدوري هو الذي روى عن أبي عمرو، وهو الذي روى عن الكسائي  بنفس الوقت .

لكنه هنا هو الدوري عن الكسائي ، أو دوري الكسائي .

إذن المقصود هنا دوري الكسائي وليس دوري أبو عمرو .

كلمة (رُؤيَاكَ ) و (مَثْوَايَ ) و (مَحْيَايَ ) و (مِشْكَاةٍ ) و ( هُدَايَ ) .

هذه الكلمات الخمسة اختص فيها الدوري عن الكسائي ، فهو يميل هذه الكلمات لا يشاركه أبو الحارث ولا يشاركه حمزة .

نعم حفصكم له كلمة ( مجراها ) فقط.

ثم بدأ يتكلم عما اشترك حمزة والكسائي في إمالته فقال :



وَممَّا أَمَالاَهُ أَوَاخِرُ آيِ مَا                     بطِه وَآيِ الْنَّجْمِ كَيْ تَتَعَدَّلاَ

وَفِي الشَّمْسِ وَالأَعْلَى وَفِي اللَّيْلِ وَالضُّحَى                    وَفِي اقْرَأَ وَفِي وَالنَّازِعَاتِ تَمَيَّلَا

وَمِنْ تَحْتِهَا ثُمَّ الْقِيَامَةِ فِي الْـ                            مَعَارِجِ يا مِنْهَالُ أَفْلَحْتَ مُنْهِلَا

وَممَّا أَمَالاَهُ  : الاثنين حمزة والكسائي .

هذا اسمه إمالة رؤوس الآيات ، ما كان رأس آية في تلك السورة بشرط أن يكون ألفا مقصورة طبعا .

طه  وَ النجم  وَ الشمس وَ الأعلى وَ الليل وَ الضحى وَ اقرأ وَ النازعات ، ثم عبس وهي المقصود منها ( ومن تحتها ) ثم القيامة ، ثم المعارج .

طبعا الإطلاق يعتبر إطلاق مقيد ، إطلاق مقيدٌ من المفهوم .

تعرفون الإطلاق المقيد من المفهوم ؟ يا جماعة

في إطلاق يقيده المفهوم .

وهذا ما وقع فيه القائلون بقضية خلق القرآن عندما كانوا يجادلون الإمام أحمد يرحمه الله في تلك القضية ويقولون له : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) والقرآن شيء .

إذن هو مخلوق طالما أن الله قال : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) .

إذن هو مخلوق .

فنقول : لا . ماشي

( خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) مخلوقٌ أو يُخلَقُ له تبارك وتعالى .

إنما القرآن : سماه الله كلام الله ، والله نسب الكلام لذاته العلية .

إذن كما يعني أقول : أحيانا مثلا تكونين معزومة عند إحدى الزميلات فتقول لك مثلا في نهاية الطعام : كلي .

فأنت تقولين : أنا أكلت كل شيء  ، ما تقولين هذا : أكلت كل شيء .

أهو هذا إطلاق يقيده المفهوم : أكلت كل شيء يؤكل .

المفرش شيء .

المفرش اللي كان عليه أو السفرة اللي كان عليها الأكل شيء ، والملاعق شيء ، والأطباق شيء .

فهل أكلت الأطباق وأكلت الملاعق ؟! ماشي

ولذلك الإطلاق الذي يقيده المفهوم ، يعني يعرفه الإنسان من خلال فهمه .

كما قال الله : (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ) طيب المساكن ما هي شيء ، و القرآن بعد ذلك قال : ( فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ) يبقى هنا إطلاقٌ قيده المفهوم .

تدمر كل شيء قد دُمِر .

إذن الإمالة في خواتم الآيات في تلك السور مقيدة بأن تكون مما يقبل الإمالة .

يعني عندنا مثلا في سورة طه وهي من السور المذكورة .

( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ) هذه رأس آية ، هل هذه تمال ؟

ليست تمال ؛ لأن أنا هنا الكلمة منونة تنوين نصب ، والألف هاهنا عوض عن التنوين المحذوف .

مثلا : (لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا ) أو (فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ) فغشيهم مافيها إمالة ؟ آخرها ميم ساكنة .

إذن يميل حمزة والكسائي رؤوس الآيات في تلك السور من الكلمات التي تقبل الإمالة أصلا .

وانتبهوا أيضا كمان : ما عدا ما اختص به الكسائي .

يعني : تلاها و طحاها والضحى والكلمات التي اختص بها الكسائي تستثنى من هذه القاعدة .

إذن الخلاصة :

أن الألف التي في رؤوس الآيات التي يميلها كل من حمزة والكسائي ما كان قابلا للإمالة ولم يختص به الكسائي .

أما الكلمات التي اختص بها الكسائي فلا تدخل في تلك القاعدة ، هي مستثناه من تلك القاعدة .

وبالنظر إلى تلك السور نجد أنها تنقسم إلى قسمين :

1-    سور دخلت الإمالة جميع فواصلها ، يعني كل فواصلها صالحة للإمالة .

وهي : ( الأعلى وَ الشمس وَ الليل )

الشمس فيها كلمات اختص بها الكسائي ، اللي هي ( تلاها ) و ( طحاها ) لأنه أمالها هو .

لكن نقول أن فواصل السور الثلاثة  كلها صالحة للإمالة .

2-    والباقي ، بعض الفواصل لم يستوفي الشروط .

يعني الضحى مثلا فيها : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ، وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )

هذه فواصل لا يمكن إمالتها لأنها غير صالحة للإمالة .

هكذا انتهينا مما اختص به الكسائي ، أو الدوري عن الكسائي ، أو رؤوس آيات السور  .

سيدخل الشيخ بعد ذلك في قواعد خاصة في بعض الكلمات شارك حمزة والكسائي فيها بعض القراء .

يعني حمزة والكسائي قاعدتهم الأصلية ثابتة معروفة ، ولكن قد يشترك معهم في كلمة معينة بعض القراء .

منهج الشيخ يرحمه الله في ذلك عشان تعرفوا : أنه يذكر القارئ الذي شاركه ويعيد ذكر أصحاب القاعدة الرئيسية ثاني .

يعني شوفوا مثلا :

رَمَى صُحْبَةٌ أَعْمَى فِي الاِسْراءِ ثَانِيًا                           سُوًى وَسُدًى فِي الْوَقْفِ عَنْهُمْ تَسَبَّلاِ

كلمة ( رمى ) : (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ )

أصحاب القاعدة الأصلية  ، الآن الألف ذات ياء ( رميت ) حمزة والكسائي يميلونها في الأصل ، زاد عليهم هنا حمزة والكسائي  زاد عليهم مين ؟ شعبة .

هو لا يذكر شعبة وحده ، يذكر شعبة ويعيد ذكر أصحاب القاعدة الرئيسية .

لماذا يعيد ذكرهم ؟ ياجماعة

حتى لا يظن البعض أن هذه الكلمة خاصة بالقارئ الجديد فقط ، ويستثنيها من أصحاب القاعدة الرئيسية . مفهوم

وأنا دائما أقول التكرار تأكيدا أولى من الترك مع اللبس .

عارفين القاعدة هذه ؟

التكرار للتوكيد أولى من عدم التكرار مع اللبس .

أضرب لكم مثالًا :

مثلا لو إحدى الأخوات عندها مناسبة وقد وجهت لك الدعوة ، بعد ساعة وجدتك واقفة مع صديقة لك .

فهي تريد أن توجه الدعوة لتلك الصديقة .

ماذا يحدث لو قالت لصديقتك : أنا عندي مناسبة يوم كذا وتشرفينني ، وتتركك وتمشي ؟

أقل حاجة ستضطرين لأن تفعلي شيئا ، أقل حاجه راح تقعدي تبرري .

تقولي لصديقتك : أصل هي قالت لي قبل كذا ، هي  عزمتني .

لأن صديقتك ربما تظن أنها لماذا لم توجه لك الدعوة وأنت واقفة معها .

إنما لو قالت : وأنت يا فلانة لا تنسي . خلاص .

هاه وضحت الصورة ؟ نعم

يبقى الشاطبي منهجه : أنه يعيد أصحاب القاعدة الرئيسية حتى لا يُظَن أنها مستثناه عندهم واختص بها القارئ الجديد .

رَمَى صُحْبَةٌ أَعْمَى فِي الاِسْراءِ ثَانِيًا                            سُوًى وَسُدًى فِي الْوَقْفِ عَنْهُمْ تَسَبَّلاِ

الإسراء  في آية واحدة ورد فيها كلمة ( أعمى ) مرتين ، (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى )

هنا المقصود : ( أعمى ) الثانية  ، يميلها شعبة مع حمزة والكسائي ( صحبة ) .

يبقى دي الوقت شعبة لا يميل الأولى ، وإنما يميل الثانية فقط إلى الآن .

                                       سُوًى وَسُدًى فِي الْوَقْفِ عَنْهُمْ تَسَبَّلاِ

سوى و سدى : لو وقفنا عليها ؛ لأن هذا المنون المقصور .

سوى وسدى وهدى .....الخ في الوقف عنهم تسبلا .

ومعنى تسبلا : يعني أبيح لهم الإمالة فيها فسيشاركهم أيضا شعبة في كلمات هذا البيت .

رمى وأعمى الثانية في الاسراء وسوى وسدى .

والحمد لله رب العالمين .

بارك الله فيكم ولكم ، ولا تنسونا من صالح دعائكم .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

والحمد لله رب العالمين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



تاريخ المحاضرة 17 /6/1437 هـ












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق