الجمعة، 25 مارس 2016

المحاضرة التاسعة عشر لشرح الشاطبية لفضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس حفظه الله.. باب الفتح والإمالة وبين اللفظين الجزء الأول




المحاضرة التاسعة عشر لشرح الشاطبية لفضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس حفظه الله.. باب الفتح والإمالة وبين اللفظين الجزء الأول


للاستماع للمحاضرة ..... من هنــــــــــــــــــا


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت  العليم الحكيم .

اللهم علمنا ما ينفعنا ، وأنفعنا بما علمتنا يارب العالمين .

ربي يسلمكم جميعا ويكتب لكم الأجر والحمد لله رب العالمين  .

 نحتاج للدعاء كما تعلمون قد أكون مرهقا لكن سنحاول قدر الإمكان أن نبذل جهدًا حتى نستفيد إن شاء الله .

نحن اليوم مع باب الفتح والإمالة و بين اللفظين .

v  الفتح والإمالة :

الإمالة عندنا نوعان أو على قسمين :

1 -  إمالة صغرى : وهذه تسمى تقليل ( عند أهل القراءات ) .

2 -  إمالة كبرى : وتسمى الإضجاع .

وبالطبع ضبط هذه الأمور الثلاثة ، ونضيف إليها الكسر يحتاج  منا أن نضبط الأمور الأربعة مجتمعة في النطق .

يعني:  الفتح فالتقليل فالإمالة الكبرى فالكسر .

-        الفتح : أن أنطق الحرف مفتوحًا بحركة فتحة كاملة .

          مثل : ( التقوَى ) الواو مفتوحة .

ولو كانت مكسورة تكون : ( التقوِي ) .

فبينهما التقليل والكبرى ، أو الإمالة الصغرى والإمالة الكبرى .

-        الفتح ( تقوَى ) يليها التقليل يكون الأقرب إلى الفتح ، يليها الإمالة الكبرى أقرب إلى الكسر ، يليها الكسر الخالص ( التقوِى ) .

حتى نستطيع ضبط الإمالة الكبرى والإمالة الصغرى ؛ لا بد من ضبط الفتح والكسر في نفس الكلمة .

نفتح ثم نقلل ثم نميل ثم نكسر .

فيظهر لي أني أملتُ وقللتُ وفتحتُ وكسرتُ .

·       وهي بالضبط تشبيهها بالرجل الجالس .

-        الرجل الجالس كالفتح .

-        ثم يليه المضطجع ( المضطجع على كوعه ، واضعا كوعه على تكايه فهو أقرب إلى الجلوس ) هذا التقليل أو الإمالة الصغرى ، أقرب إلى الجلوس ، أقرب إلى الفتح .

-        الإمالة الكبرى (يضع كوعه على مخده يعني أكثر إضطجاعا ) وأقرب إلى الكسر ، يعني يادوب يشيل ذراعه يضع رأسه على المخده .

-        ثم بعد ذلك الكسر وهو النوم الكامل .

هذه الأمور قبل أن نبدأ هكذا .

v  للإمالة أسباب ، ولها رجالها .

فأسباب الإمالة دائمًا :

الألف المنقلبة عن يا ، وأحيانًا الكسر أو اليا إلى آخر ما سيقابلنا .

§       القاعدة الأولى :

يقول الشيخ يرحمه الله :

وَحَمْزَةُ مِنْهُمْ وَالْكِسَائِيُّ بَعْدَهُ                          أَمَالاَ ذَوَاتِ الْياَءِ حَيْثُ تأَصَّلاَ

( أمالا ) : يعني الاثنين .

أي : أمالا الألف المنقلبة عن يا ، الألف التي هي أصلها اليا .

لأن الألف في لغتنا لا تقع أصلًا في كلمة أبدًا ، وإذا وقعت يكون إما أصلها يا وإما أصلها واو .

لأن الألف حرفٌ ساكنٌ دائمًا ، فلم يستعمل إلا حرف مد .

أما الألف أو أي حرفٍ هو أصلٌ من أصول الكلمة فلا بد أن يكون متحركا.

أصول الكلمة الثلاثة متحرك : فَ عَ لَ ( فَعَلَ ) .

فإذا وجدنا الألف أصلًا في كلمة فلا بد أن أبحث عن هذا الأصل .

فهو إما سيكون يا ، وإما واو .

·       الشيخ أعطانا قاعدة هنا نعرف بها ما أصله اليا ، وما أصله الواو .

قال :

وَتَثْنِيَةُ الأسْماءِ تَكْشِفَها وَإِنْ                                  رَدَدْتَ إِلَيْكَ الْفِعْلَ صَادَفْتَ مَنْهلاَ

1-  إذا كان اسمًا : نثنيه .

عصا : عصوان . نثنيها هكذا .

الهدى : هديان .

إذن نثني الأسماء فيتبين لنا أن الألف أصلها يا أو واو من خلال التثنية .

2-  وأما الأفعال : فإني أسندها إلى تاء المتكلم ( أردها إليّ ) .

أقول : هديتُ وَ اشتريتُ .

فتثنية الأسماء تبين أصل الألف ، وإسناد الأفعال إلى تاء المتكلم تبين أيضًا أصلها في الأفعال إذا كانت ياًء أو إذا كانت واوًا .....إلخ .

إذن نحن الآن عندنا قاعدة نعرف بها ما كان أصله واوي ، وما كان أصله ياءي  .

مع أنه سيصادفنا بعض الكلمات التي أصل الألف فيها واو وستمال عند البعض من القراء .

هذا سيتبين فيما بعد .

لذلك نريد أن نجعل القواعد في النهاية ، في نهاية كل قاعدة نذكرها .

لأن كل قاعدة لها خوارق تخرقها .

فنحن نبين الأمر واحدةً واحدة.

إذن عندي كل ألف أصلها يا فإنها تمال إمالة كبرى عند حمزة والكسائي ، وهم الذين يميلونه حتى الآن .

وهذه قاعدة عامة كبيرة ؛ لأن الألف التي أصلها يا كثيرة .

بعد ذلك نأتي لقاعدة أخرى وهي :

§       ألف التأنيث :

ألحقت ألف التأنيث بالألف التي أصلها يا .

ألف التأنيث لها أوزان نعرفها بها :

1-  إما أن تأتي على وزن ( فَعلى ) بفتح الفاء .

         مثل : ( تَقوى ) ...... الخ .

2-   وإما أن تأتي على وزن ( فِعلى )

         مثل : ( سِيماهم في وجوههم ) .

3-   وإما أن تأتي على وزن ( فُعلى ) بضم الفاء .

         مثل : ( دٌنيا ) ، ( اُنثى ).

4-  وتأتي أيضا على وزن ( فَعالى ) بفتح الفاء.

    مثل : ( يَتامى ) .

5-   ( فُعالى ) بضم الفاء

        مثل : ( كُسالى ) ، ( سٌكارى ) ..... الخ

-        وألحقت بعض الأسماء بهذا الوزن من الأفعال وهي : ( موسى – يحيى – عيسى ) أسماء ملحقة بما كان آخره ألف التأنيث .

موسى : تمال لأنها ألف ملحقة بألف التأنيث ، ويحيى وَعيسى .

فهذه ما كان فيها ألف التأنيث هو أيضًا يمال إمالة كبرى عند حمزة والكسائي حتى الآن .

إذن حتى الآن يميلون الألف المنقلبة عن يا ، ثم ألف التأنيث الملحقة بالألف المنقلبة عن يا بأوزانها الخمسة

( فَعلى – فُعلى – فِعلى – فَعالى – فُعالى ) .

لا يوجد ( فِعالى ) بالكسر .

§       ثم تأتي أسماء الاستفهام  وأفعال الرجاء .

أسماء الاستفهام : أنّى – متى – عسى – بلى .

وَفِي اسْمٍ فِي الاِستِفْهَامِ أَنَّى وَفِي مَتَى                        مَعاً وَعَسَى أَيْضاً أَمَالاَ وَقُلْ بَلَى

هذه أسماء استفهام وهي : أنّى - متى .

عسى : حرف رجاء .

وكلمة : بلى .

هذه أيضا أسماء استفهام التي يميلها حمزة والكسائي إلحاقًا لها بالألف المنقلبة عن يا .





بعد ذلك سينتقل بنا إلى قاعدة جديدة .

§       وهي : كل ما رسم باليا غير ( لدى – ما زكى – إلى – حتى – على )

وَمَا رَسَمُوا بالْيَاءِ غَيْرَ لَدَى وَمَا                       زَكَى وَإِلَى مِنْ بَعْدُ حَتَّى وَقُلْ عَلَى

-        ما رسم باليا :

إما أصله اليا ،  أو ألف التأنيث الملحقة به .

أو أصله الواو ، أو مجهولة الأصل .

إذن كم نوع ؟

إما أصله اليا ، أو ألف التأنيث ، أو الملحق به ، أو أصله الواو ، أو مجهولة الأصل .

أصله الواو لكنه رسم في المصحف باليا .

-        استثنى من هذا لفظ : ( لدى - ما زكى ) .

(مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ)

( لدى الباب ) .... الخ

أما ما أصله الواو ورسم باليا فهي كلمات : ( القُوى – الربى – الضحى – سجى – ضحى في الأعراف وطه – ضحاها – تلاها ) ......الخ

أو مجهولة الأصل مثل : أساليب النُّدبة الثلاثة ( يا ويلتى – يا أسفى – يا حسرتى )

يقولون أن الكلمات الثلاثة ألفها مجهولة الأصل ، لم يستطع أحد الحكم عليها فأميلت لأنها مرسومة باليا .

إذن عندنا مجرد الرسم بالواو كأنه هدم القاعدة الأولى التي هي : كون الألف أصلها يا .

الآن مجرد الرسم لا أبحث عن الأصل ؟ أصلها واو ، أصلها يا ، مجهولة الأصل ، أصلها ألف تأنيث .

فهذا كله جمع في ( أنها رسمت باليا )

وَمَا رَسَمُوا بالْيَاءِ غَيْرَ لَدَى وَمَا زَكَى

فقالوا : أن ( ما زكى ) بالرغم من أنها مرسومة باليا .

قالوا : مرسومة بِاليا لتشاكل فقط ما جاورها من الأفعال ، لكنها لا تصل إلى حكم التي ينبغي أن تكون ممالة .

هذا في ( لدى – زكى )

-        بعد ذلك ( إلى – حتى – على ) حروف ، أيضا مستثناه بالرغم من أنها مرسومة باليا .

إذن المستثنى من المرسوم باليا : ( لدى – زكى – إلى – حتى – على ) هذه قاعدة .

-        بعد ذلك : كل ثلاثي يزيد .

أي كل فعل ثلاثي زاد على الثلاثة .

مثلًا : ( زكى ) ثلاثي ، زاد في بعض المواضع (زكّى ) زاد بالتشديد ، فأصبح ثلاثي مزيد .

فلكونه زاد عن الثلاثة سيدخل معنا أيضا في قاعدة الإمالة.

هذا معنى :

وَكُلُّ ثُلاَثِيٍّ يَزِيْدُ فَإِنَّهُ                    مُمَالٌ كَزَكَّاهَا وَأَنْجَى مَعَ ابْتَلَى

( أنجى ) أصلها : نجا .

( ابتلى ) أصلها : بَلِيَ ، فزيدت .

فكل الأفعال التي زيدت هكذا ( اقرءوها في الكتب حتى تراجع ) هي ممالة .

ونتوقف هنا .

ومعذرة لعدم الإكمال نظرا للإجهاد الذي أنا فيه ، لكني آثرت أن ألتقي بكم ، وأن أشكركم أولا على حرصكم وسؤالكم عني ودعائكم لي ، وأطالبكم بالمزيد من الدعاء .

وما أردت أن نحرم أنفسنا تلك الليلة من هذا اللقاء المبارك ، حتى ولو بالقليل ، وربي يبارك في القليل أفضل من لا شيء .

أكرمكم الله وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم .

لكنَّ الأهم الدعاء .. الدعاء .. الدعاء في ظهر الغيب ، في سجودكم ، في صلواتكم وفي كل شيء .

إياك أن تنسي شيخك من الدعاء ، كما أني لا أنساكم هكذا ، وآتيكم وأنا متعب .

فأيضا يكون منكم المقابل على الأقل أن تذكروني في دعائكم بظهر الغيب .

جزاكم الله خيرا جميعا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


تاريخ المحاضرة 25 /5 /1437 هــ








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق