السبت، 5 مارس 2016

المحاضرة الثامنة عشر لشرح الشاطبية لفضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس حفظه الله.. باب وقف حمزة وهشام على الهمز الجزء السادس



المحاضرة الثامنة عشر لشرح الشاطبية لفضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس حفظه الله.. باب وقف حمزة وهشام على الهمز الجزء السادس


للاستماع للمحاضرة ... من هنــــــــــــــــا



الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .. سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم .. اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا يا رب العالمين
و بعد ,,.


فإني أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وأني لأسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدورنا وأن ينير قلوبنا وأن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الكريم اللذين هم أهل الله وخاصته .


نحن الليلة على موعدنا مع باب تابع وقف حمزة وهشام على الهمز ( الجزء السادس)

بدأ الشيخ بقوله وها نحن نلتقي لنكمل باب وقف حمزة وهشام على الهمز
انتهينا من بيان الأوجه الجائزة في الهمزات المضمومة والمكسورة المرسومة على واو أو على ياء وما فيها من أوجه لأهل القياس وما فيها من أوجه لأهل الرسم تبقى لدينا الهمزة المفتوحة وهي ترسم في الغالب إما على ألف وأما ترسم بدون صورة أي على السطر فإذا رسمت على الألف فنجد أوجه أهل القياس تتفق مع أوجه أهل الرسم تماماً يعني لو قلنا مثلاً كلمة (بدأ )همزة مفتوحة بعد فتح فهي مرسومة على ألف أهل القياس سيبدلونها ألفاً مدية ( بدا) ولهم أيضاً وجه آخر وهو التسهيل بروم وأهل الرسم سيبدلونها ألفاً فيتفق هذا الوجه مع الوجه الأول ولذلك نجد الهمزة المفتوحة في الغالب الأعم هي متفقة تماماً مع أوجه أهل القياس وليس لأهل الرسم فيها كلام خاص وبالطبع ذكرنا فيما سبق مذهب الأخفش في الإبدال يبدل الهمزة المضمومة بعد كسر أو المكسورة بعد ضم الصورتان اللتان يزيدهما على مذهب أهل القياس وقد بينا ذلك في مكانه
أما اليوم ننتقل إلى الكلام عن الهمزة التي لا صورة لها أي الهمزة المرسومة على السطر ولأن هذا المذهب سماعي فهو ليس له قواعد قياسية يقتصر الأمر فيه على الكلمات التي ورد فيها الكلام والشيخ بدأ بقوله (ومستهزءون الحذف فيه ونحوه ) يعني كلمة مستهزءون تحذف الهمزة عند أهل الرسم وقوله ونحوه جعلها قاعدة مثلها يعني كل همزة مضمومة بعدها واو وقبلها كسر يعني يستهزئون تدخل معنا أيضاً فمالئون وأيضاً الخاطئون , وأما كلمة يضاهئون هي الأصل لو كان حمزة يقرأها هكذا لدخلت معنا ولكن حمزة يقرأها يضاهون أصلاً فلا يقرأها يضاهئون إلا عاصم ولذلك كنا نوقع بها الطلاب في الاختبارات الشفوية عندما نقول له اذكر في كلمة يضاهئون كم وجه لحمزة ؟فيذكر بها ويقيس على يستهزئون ومستهزءون وينسى بالكلية أن حمزة يقرأ الكلمة في الأصل بهاء مضمومة, ( ومستهزئون الحذف فيه ونحوه وضم وكسر قبل قيل وأخملا ) بعد أن نحذف الهمزة أراد أن يبين لنا حركة الزاي بعد حذف الهمزة لأن بعد حذف الهمزة عندي زاي مكسورة وواو مدية بعدها, فلا الكسرة تناسب الواو ولا الواو يناسبها الكسرة يعني الكسرة التي تحت الزاي لابد أن تقلب إلى ضمة ولذلك قال الشيخ (وضم وكسر قبل قيل وأخملا )وضم وكسر يعني قيل ضم الزاي وقيل كسرها وبالطبع كسر الزاي ليس بمستساغ في الأصل لأن بعدها واو ولذلك قال الشيخ وأخملا يعني القول بكسر الزاي قول قد أخملا وضُعِّف ولم يظهر ولم يقل به أحد فقد خلصنا إلى أنه تحذف الهمزة ونسقطها بالكلية مستهزون بالكلية ثم نأتي بضمة ونضعها فوق الزاي فتصبح الكلمة مستهزون ويجب الانتباه هذا وجه جديد في الكلمة طبعاً كلمة مستهزون أصلها مستهزِئٌون زاي مكسورة وهمزة مضمومة فعلى مذهب أهل القياس الذين يرون الإبدال في صورتين ويرون التسهيل في الباقي لأن هذه همزة متحركة قبلها متحرك هذه من التسع صور على مذهب أهل القياس سيكون فيها وجه التسهيل بينها وبين الواو مستهزون وعند الأخفش عندما زاد صورتين في الإبدال هذه منهما فيبدل لأن الهمزة مضمومة بعد كسر وبذلك يصبح في الكلمة ثلاثة أوجه الحذف وضم الزاي والتسهيل بينها وبين الواو والإبدال ياء مضمومة مستهزِيُون

عندنا بعد ذلك صورتان نتعرف عليها
١/
الصورة الأولى الهمزة التي لارسم لها ليست على ياء ولا على كذا ولكن بعدها ياء ساكنة مدية مثل خاسئين - خاطئين - أو همزة مرسومة على واو وهي مضمومة رؤوسكم , فكلمة خاسئين وخاطئين فيها وجهان فقط التسهيل بين بين على مذهب أهل القياس والحذف على مذهب أهل الرسم (خاسين -متكين – خاطين) والوجه الثالث وهو الإبدال ياء غير موجود هنا لأنها ليست همزة مضمومة بعد كسر هي همزة مكسورة بعد كسر فهنا وجهان التسهيل لأهل القياس والحذف لأهل الرسم.

النوع الثاني المرسومة على واو أو المرسومة على بين الحرف الذي قبلها وبين الواو مثل رؤوسكم إذا كانت مرسومة على واو أو مرسومة على بين الحرفين ففي هذه الحالة يكون فيها التسهيل على مذهب أهل القياس والحذف مع بقاء حرف المد كما هو (رووسكم )

والنوع الثالث ليئوس كفور - كان يؤسا -ففيها التسهيل والحذف لكن الواو ستبقى ساكنة ليوْس -يوْسا -حذفت الهمزة وبقيت الواو كماهي وهكذا نكون قد أنهينا باب أهل الرسم تقريباً مع الأوجه الجائزة فيه من مذاهب أخرى كمذهب أهل القياس

عندنا بعد ذلك همز في كلمة ( وأنزلنا) مثلاً لو وقفت (وأنزلنا) الواو حرف عطف والهمز بداية الكلمة لكنه بوجود حرف العطف جعلت الهمزة متوسطة ولكنها متوسطة بزائد وهي همزة دخل عليها حرف فجعلها متوسطة بعد أن كانت في بداية الكلمة قد يدخل عليها حرف عطف أو هاء التنبيه أو ياء النداء أو اللام والباء حرف جر ( ولامات تعريف لمن قد تأملا ) وهذه اللام التي للتعريف قد تحدثنا عنها في باب النقل هي في الأصل داخلة في هذا الباب فلدينا المتوسطة بزائد إذا دخل عليها حرف زائد في الكلمة دخل عليها أي حرف جعلها متوسطة نسميها متوسطة بزائد والمتوسطة بزائد لنا فيها وجهان
١)إما أن تعامل معها كالمتوسطة الطبيعية فيكون فيها نفس الأوجه الجائزة في نظائرها مثلاً كلمة (بأي ذنب قتلت )الهمزة هذه باعتبارها متوسطة بزائد إما أن أجري عليها حكم المتوسطة بنفسها أو أجري عليها حكم المبدوء بها الكلام , فإذا اعتبرت متوسطة طبقنا عليها الأحكام التي تطبق على نظائرها ككلمة( بأي) أجد همزة مفتوحة بعد كسر عند أهل القياس إبدال وعندما نقول التسهيل بمفهوم مطلق التغيير أي أذهب إلى نظائرها فإذا كان في نظائرها الإبدال ففيها الإبدال إذا كان التسهيل فيكون بالتسهيل والوجه الثاني هو التحقيق باعتبارها همزة مبدوء بها
ثم أعاد الشيخ شرحها مرة أخرى بقوله عندنا المتوسط بزائد دخل حرف على الكلمة قبل الهمزة فبدلاً من أن تكون مبدوءة بها أصبحت متوسطة فتسمى متوسطة بزائد لنا فيها وجهان
١)
ألا أعتبر بالمتوسط الذي دخل عليها ككلمة بإحسان ففيها التحقيق

2) التسهيل بمفهوم مطلق التغيير أي بحسب أختها هناك أختها المكسورة بعد كسر فيها التسهيل مثلاً صورة الإبدال نطبق صور الإبدال وصور التسهيل نطبق صور التسهيل هنا تسهيل بتسهيل بين بين وتحقيق أما إذا كانت( لأي يوم أجلت ) ففيها الإبدال.

 تبقى لنا بعد ذلك قاعدة وهي إدخال الروم والاشمام يقول الشيخ (واشمم ورم فيما سوى متبدلٍ بها حرف مد واعرف الباب محفلا)أي همزة متطرفة في آخر الكلمة أبدلناها حرف مد لا روم ولا إشمام مثل( السماء ) على أوجه الإبدال الثلاثة لا روم ولا إشمام مع الإبدال (واشمم ورم فيما سوى متبدلٍ بها حرف مد واعرف الباب محفلا)

أعاد الشيخ أي الهمزة المتطرفةآخر الكلمة أبدلناها حرف مد لا روم ولا إشمام أنما إذا سهلت يدخلها الروم والاشمام لو أبدلت واو ساكنة يدخلها الروم والاشمام (الضعفاو- نشاو) على واو لو أبدلتها واو ساكنة ليست مدية يدخلها الروم والاشمام وهذا معنى البيت (واشمم ورم فيما سوى متبدلٍ بها حرف مد واعرف الباب محفلا) أما باقي القواعد ففي الغالب قد تعرضنا لها بسبب جمعنا القواعد بعضها مع بعض

بقي مثلاً كلمة (هؤلاء) يسأل الشيخ الهمزة الأولى ماذا فيها ؟ ثم يجيب بقوله تعتبر متوسطة بزائد لأن الهاء كلمة وأولاء كلمة فيها التحقيق والتسهيل وعند التسهيل يجوز في المد الذي قبلها القصر والمد من قاعدة (وإن حرف مد قبل همز مغير يجب قصره والمد ما زال أعدلا)
وقوله (
فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) يسأل الشيخ ماذا فيها ؟؟

هل هي متوسطة بزائد أم بنفسها ؟ هي كلمة واحدة وليست كلمتين فالهاء ليست للتنبيه و(أم) كلمة ولكن هاؤم اسم فعل امر بمعنى خذوا أي خذوا اقرءوا كتابيه

الشيخ في نهاية الباب يقول (وفي الهمز أنحاءٌ وعند نحاته ** يضيء سناه كلما اسود أليلا)أي الهمز فيه من الأوجه الكثير والكثير وخاصة عند أهل النحو لكن لا نلتفت لما يقوله أهل النحو ولا غيرهم لأن هذا الذي نقله لنا الشاطبي هذا هو الجائز في وقف حمزة وهشام.
ويقول (
ورئيا على إظهاره وإدغامه وبعض بكسر الهاء ياء تحولا كقولك أنبئهم ونبئهم ) و( رئيا) أي كلمة رئيا في سورة مريم ( وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثاً ورئيا ) السوسي استثناها من الإبدال لماذا ؟ لأنه عند الإبدال سندغم الياء في الياء وعند إدغام الياء في الياء تصبح و(ريَّا ) وعندما تكون كذلك ربما توهم السامع أنها أصبحت من الرِّيّ الذي هو بمعنى امتلاء الأرض بالماء رئي ,وهناك الرؤيا التي بمعنى أحسن منظراً وأفضل جمالاً رئياً هنا من الرؤيا وهي أفضل منظراً وأحلى جمالاً لكن حمزة يبدل أي يبدل الهمزة لكن بعد الإبدال قد يدغم وقد لا يدغم فيقرؤها (ورييا بياء مدية وقد يبدلها ويدغم وريَّا) ويرى أن السياق والقرينة تقتضى أنه لا لبس بين المعنيين وتبقى لدينا أيضاً الهمز الساكن إذا أبدل ياء وكان بعده هاء ( أنبئهم ونبئهم ) أنبئهم ونبئهم بعد إبدال الهمزة ياء ستصبح الهاء قبلها ياء ساكنة ومن أجل ذلك يجب علينا كسر الهاء وهو ما ذهب إليه الشيخ(  وبعض بكسر الهاء لياء تحولا كقولك أنبئهم ونبئهم) إلى آخره والله أعلم

وبهذا انتهى الشيخ من شرح باب وقف حمزة وهشام على الهمز وكان قد قسمه على 6 محاضرات , نفعنا الله وإياكم بهذا العلم وجعل هذه المحاضرات في ميزان الشيخ وكتب لها البركة والقبول في الأرض .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قامت بالتفريغ للمحاضرة الأخت / السيدة زينهم عبد المحسن .

بتاريخ 27/4/1437 هـ

 

والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق