الخميس، 15 أكتوبر 2015

المحاضرة الثانية في شرح الشاطبية




للاستماع للمحاضرة .. من هنــــــــــــا

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الحمد لله المنتصر لأوليائه، المنتقم من أعدائه، المتفرد بعظمته وكبريائه، المقدس بصفاته وأسمائه، لا يعزب عنه مثقال ذرة في أرضه ولا سمائه، أحمده على ما أسبغ من نعمائه، وأسبل من عطائه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أدخرها ليوم لقائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خاتَمُ أنبيائه، وصفوة رسله وأُمنائه , رفع الله ذكره فلا يُذكر إلا ذُكِر معه، وجعل شريعته ناسخة للشرائع فلو كان موسى حيًّا لاتبعه، بُعث للعالمين وكان النبي يبعث لقومه، صاحب الشفاعة العظمى حين يذهل كل أحد عن ولده ووالده وأمه، من خصه الله بالقرآن معجزة ما نالها مرسل قد جاء بالدينِ.
ذاك الذي اختاره الباري وأرسله برّا رؤوفا رحيما بالمساكينِ
صلى عليه الإله البر ما صدحت قُمرية فوق أغصان البساتينِ
عليه سلم رب العرش ما ضحكت مباسم الزهر في ثغر الأفانينِ
 وآله الغرِّ والأصحاب كلِّهمُ وتابعيهم ليوم الحشر والدينِ
ما عَطَّر الروض في الأسحار عَرْفَ صبا وفاح نشْر خزامًا مع رياحينِ
(يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، أما بعد:
استكمالا لدروس شيخنا الكريم/ محمود شمس رعاه الله وزاده فضلاً.
في دروسه القيمة في علم القراءات والتي يشرحها جزاه الله خير الجزاء عن طريق الشاطبية للإمام الشاطبي رحمة الله تعالى عليه يكون هذا هو تلخيصا لما قاله الشيخ رفع الله قدره فيما قاله في الدرس الثاني لهذا العلم الشريف.
فقد استكمل الشيخ هذا الدرس عما كان قد بدأه رعاه الله في الدرس الأول قائلا:
وبقية الأحرف السبعة والقراءات التي فيها التي من المتوقع أنها لم تكن من اختيار هؤلاء السبعة أو لم تصلهم, نكتفي فيها في أخذ الأحكام وبيان المعنى وفي التفسير لأنها موجودة فتراءى للعلماء المؤيدين لصنيع ابن مجاهد هذا حيث قالوا لا يمنع. وهناك فريق أخر معارض لأن بعض القراءات التي لم توجد عند هؤلاء القراء مصيرها الاندثار وينبغي أن نأتي بها ونقرأ بها.
ولكن كما ذكر الشيخ جاء أبو عمر الداري وشتت صنيع ابن مجاهد وجاء الشاطبي وثبت نفس الصنيع إلى أن جاء حجة القراءات وإمام القراءات الإمام ابن الجزري, ابن الجزري أول ما بدأ يفكر في استكمال النقص الذي تسبب فيه ابن مجاهد من وجهة نظره ورأى أن ما سار عليه كلا من ابن مجاهد والشيخ أبو عمر الداني والإمام الشاطبي عندهم نقص في أمرين:
الطريق الأول/ لعبيد بن الصباح.
الطرق التي نقلوا منها للرواة : وتفضل الشيخ أنه سيبين للدارسات فيما بعد الفرق بين الرواية والقراءة والطريق.
ثم وضح الشيخ أن هناك قراء وهم الأئمة السبعة,وهناك رواة وهم تلاميذ القراء لكل قارئ راويان وهناك طرق كثيرة متعددة ولكنها تصب في النهاية عند هذين الراويين.
ثم طرح فضيلته مثالا للتوضيح قائلا: إن ابن الجزري أثبت أن لحفص 52 طريقا هذه الطرق كلها تصب في النهاية في طريقين اثنين أو الطريقان يصبان في الراويين والطريقان لحفص حيث تعمد الشيخ ذكر حفص هنا للتوضيح حيث أن له راويين حفص وشعبة وحفص له طريقان رئيسيان.
الطريق الثاني/ لعمرو بن الصباح.
فلما صنع الشاطبي منظومته على نهج السابقين اكتفى بالنقل بطريق واحد لكل راوٍ من الرواة. فاكتفى مثلا بالنسبة لحفص بطريق عبيد بن الصباح ولم يقل طريق عمرو بن الصباح إذن الشاطبية اقتصرت في النقل للرواه على طريق واحد من الرواة رئيسي من طريقين رئيسين وتركت الطريق الثاني ولذالك عندما تقرئين من طرق الشاطبية لحفص لن تجدي قصر المنفصل وأنت تسمعين الناس تقرأ بقصر المنفصل "وهنا طرح فضيلته سؤالا قائلا لماذا"لأن طريق عبيد والطرق الفرعية التي تصب فيه لم تنقل قصرا للمنفصل عن حفص ولكن قصر المنفصل يكون في طريق عمرو بن الصباح الذي لم ينقل في هذا الطريق من الشاطبية.إذن ما صنعه ابن مجاهد حتى الآن فيه نقص في الطرق هذا أول نقص.
والنقص الثاني من وجهة نظر ابن الجزري ومن تبعه نقص في الأئمة, فهناك أئمة تراءى لابن الجزري أن ينقل عنهم مثل أبي جعفر يزيد بن القعقاع من كبار التابعين يعني هو وابن عامر من القراء اللذين ولدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.وكان أبو جعفر شيخا لنافع في الأصل لكن في وقت التدوين لم يكن في شهرته فأخذ نافع وترك أبو جعفر فتراءى لابن الجزري أن هناك ثلاثة من القراء يتم بهم العشرة وهم أبو جعفر ويعقوب البصري الذي كان أخذه ابن مجاهد في البداية وتركه كما بين الشيخ رفع الله قدره وخلف البزار ويسمى خلف العاشر, وخلف هذا في الأصل هو الراوي عن حمزة لذالك خلف في الروايات العشر له رواية وله قراءة له رواية لأنه روى عن حمزة وله قراءة لأنه أصبح إماما .
ففكر ابن الجزري فيم يصنع وكيف يصنع فبدأ بفكرة طيبة وهي أنه أتى بكتاب التيسير لأبي عمرو الداري الذي صنعه بعد صنيع ابن مجاهد وزاد عليهما قراءات الأئمة أبو جعفر ويعقوب وخلف أو خلف العاشر وسار في النقل لهما من طريق واحد كمنهج ألشاطبي ومن سبقهم يعني ينقل لكل راو من طريق واحد هذا كان أول صنيع لابن الجزري أن أتى على كتاب التيسر وزاد عليه القراءات الثلاثة للأئمة الثلاثة وسار فيه على نهج أبي عمر الداري والنقل من طريق واحد كما نقل ألشاطبي ولذالك أتم القراء عشرا من طرق واحد وسمى كتابه تحبير التيسير"إذن كتاب التيسير لأبي عمرو الداري أما كتاب تحبير التيسير للإمام ابن الجزري"
فأصبح الآن هؤلاء العشرة تسمى العشرة الصغرى لأنها من طريق واحد لكل راوٍ والذي أتم القراء السبعة للعشرة هو الإمام ابن الجزري.
ثم بدأ بعد ذالك ابن الجزري بكتابة كتابه النشر في القراءات العشر بدأ فيه تقريبا في ربيع الأول 799"وهنا نبه الشيخ محمود شمس حفظه الله بالتركيز على التواريخ"وجمع في النشر كل الطرق التي تنقل عن هؤلاء الرواة منها طرق رئيسية وطرق فرعيه حيث نقل عن كل الطرق ولذالك جمع في هذا الكتاب الطرق التي نقل فيها عن القراء القراءات التي نقلت عنهم وتعد متواترة ولذالك كانت الطرق ذات أعداد كبيرة قليلا كما ذكر الشيخ رعاه الله أن حفص مثلا له 52 طريق ونافع له 149 طريق مقسمة منها 88 طريق لقالون و61 طريق لورش.
المعنى من هذا أن لكل راوٍ طرق كثيرة كما ذكر ابن الجزري وقد اعتمد ابن الجزري في بيان تلك الطرق على كتب سبقته وذكر ذالك في كل راوٍ وكل إمام يقول:الكتب التي اعتمدت عليها.
ولكن كان ابن الجزري في شهر شعبان من العام799 ولما ينتهي من النشر جاءته فكره قال أريد أن أنظم متن على غرار الشاطبي وأجمع فيه القراءات العشر الكبرى بطرقها لكن صادفته مشكلة أن الطرق كثيرة جدا وسيدخل الناس في متاهات وسيفر الناس من علم القراءات فتراءى له أن يجعل لكل راوٍ طريقين رئيسين يتفرع عنهما طريقين فرعيين وبهذه الطريقة الطيبة"اثنين في اثنين وإلا أربع"يعني أنه سيذكر طريقين اثنين في اثنين واثنين في اثنين كما ذكر شيخنا بأربع,فهي في ألف طريق يجمع وقد يتحير القارئ بقوله اثنين في اثنين بأربع والروايات عشرون والقراء عشره وذكر شيخنا أن الأربع في عشرين بثمانين فلماذا يقول ابن الجزري ألف طريق ووضح الشيخ محمود شمس أن طرق القراء في النشر مجموعه لمن أراد الرجوع إليها وهي تقريبا 994 طريق.
يعني منظومة الطيبة تعد مختصرة للنشر ليست هي كتاب النشر بالتمام كما يفهم الناس لذالك نجد أحيانا من مشايخ القراء اللذين يقرؤون ويُقرؤون بالقراءات العشر الكبرى بعضهم لا يأخذ باله مثلا السكته عند حمزة على حرف المد الذي قبل المزمن أين أتى به أو القراءة مثلا بالفويقات في المد مثل القصر وفريقه والتوسط وفويقها  القصر يعني فريقه ثلاثة مباشرة.يعني بعض الأشياء غير مذكورة في متن الطيبة فتقول لهم ارجعوا لكتاب النشر جمع كل الطرق.
إذن الشيخ نظم منظومته طيبة النشر أثناء كتابته كتاب النشر ونظم متن الطيبة في شهر واحد يعني بدأه في شعبان وانتهى به في رمضان799 ثم انتهى من كتاب النشر في ذي الحجة 799  وبالتأكيد إلى الآن لم ينظم متن الدرة لأن الدرة كانت في نهاية حياته كانت في 823 .
ابن الجزري كان من نجد العراق وهي بلده كلمة نجد معناها مكان مرتفع فكل مكان مرتفع يسمى نجدا فهناك نجد العراق وهناك نجد الحجاز وغيرها.
 ويذكر الشيخ محمود شمس أنه في سنة من السنوات سنة823 جاء ابن الجزري ليؤدي فريضة الحج وهو أمام قرية عنزة الموجدة الآن خرجت عليهم عصابة قتلوا كل من معه وأخذوا كل الأمتعة ونجاه الله وحيدا في تلك الليلة ففكر أن نجاة الله له في تلك الليلة هي لمهمة وهي وجهته النظرية ففكر أن ينظم متنا في تلك الليلة في القراءات الثلاثة المتممة للعشرة من طريق واحد يعني ما كتبه على هامش التيسير الذي سماه فينا بعد تحبير التيسير ينظمه في متن فكان متن الدرة المضيئة ولذالك هو عدد أبياته قليلة بما يقارب 240 بيت لكن كلامه صعب لأنه كان في ليلة عصيبة والشيخ كان في ظروف صعبة لذالك يحكي ذالك في نهاية متن الدرة قائلا:
غريبة أوطان بنجد نظمتها ورغم اشتغال البال واف وكيف لا
                                       صددت عن البيت الحرام وزوري المقام الشريف المصطفى أشرف العلا
وطوقني الأعراب بالليل غفلة فما تركوا شيئا وكدت لأقتلا
                                                              فأدركني اللطف الخفي وردني عنزة
حتى جائني من تكفلا لحملي وإيصالي لطيبة أمنا
                                                                  فيارب بلغني مرادي وسهلا
لأنه كما قيل نظم المتن كاملا في تلك الليلة العصيبة ثم نام وفي الصباح مر عليه رجل من عنزة فحمله إلى بيته ومكث عنده ثلاثة أيام وأكرمه غاية الإكرام فهو هنا يصف إكرام الر جل له فيقول أكرمني كرما لا مثيل له
وقيل أنه نظم المتن وهو في بيت الرجل في ثلاثة أيام وقيل أنه أتمه أي بدأه في الليلة وأكمله في بيت الرجل فهذه هي رحلة التأليف في علم القراءات ونظامها وطريقتها .
 سؤال هل نستطيع أن نؤكد أن هؤلاء القراء العشر استطاعوا بأن يأتوا بجميع القراءات الموجودة في القراءات السبعة؟
الجواب كما تفل الشيخ أنه لم يجزم أحد بهذا ولم يجزم أحد أن هناك قراءات باقية إلى الآن لكنه أمر محتمل ومتوقع لكن إذا كان ستكون قراءات وكلمات معدودة ممكن يكون منها الأحادي أو أمور محدودة هي الباقية.
 قال العلماء بالإجماع نحن نكتفي بما ورد عن هؤلاء القراء العشرة وارتدى الجميع ذالك بالنسبة للقراءة نكتفي بما ذكره هؤلاء القراء العشرة والباقي هو موجود في الكتب نستفيد بت في بيان المعنى وتفسير المعنى.
إذن ما بعد العشرة يعد الآن في باب الشذوذ لأن الشذوذ أنواع فعندنا الآن يعد المتواتر هو ما ورد عن العشرة و  ما لم يرد عن العشرة سيدخل في باب الشذوذ بمعنى أنه ل يجوز لنا أنى نتعبد بتلك القراءة ولا يجوز أن نصلي بها ولا نقرأها في الآية على أنها قرآن ونكتفي بقراءة المتواتر التي نقلها هؤلاء العشرة وكما قال الشيخ الكريم القراءات الشاذة منها ما يكون دقيقا المعنى يعني أنها دقيقة المعنى ووضح الشيخ أنه قد ضرب أمثلة لهذا في دورة ألقاها عنونها بسحر البيان وأوصى جميع الدارسات بأن لا يكتفوا بالمحاضرة الأولى في الاستماع ليزدادوا من الاستفادة وهذا إجماع من العلماء .
 
فعندنا الآن ما يتوقع بقاؤه من الأحرف السبعة ولا أحد يستطيع أن يجزم بالنفي أو الإثبات وبقي ما نسخ من القراءات ولذالك بعض القراءات في العرضه الأخيرة وبقي بعض القراءات التفسيرية كما قد يينها الشيخ الكريم مسبقا وبقي ما يسمى بالقراءات المدرجة وهي أخت التفسيرية الشاذة (وقت وعد الشيخ بشرح مفصل دقيق للقراءات الشاذة في درس خاص سيجعله للشرح المفصل لها)
لكن الآن عندنا اصطلاحات القراءات ففيه ما يسمى بالقراءات وهناك الرواية وهناك الطريق وهناك الوجه.
فالقراءة /هي التي تسند للإمام فنقول على سبيل المثال قراءة الإمام عاصم ولا نقول رواية عاصم ونقول رواية حفص ولا نقول قراءة حفص ﻷن حفص ﻷن حفص راو وطريق نقول طريق الإمام عبيد بن الصباح وهو تلميذ الراوي أما الوجه هو أن يكون للقارئ أو الراوي أو الطريق وجهان في الكلمة فكل وجه من القراءة يسمى وجها كوجه حفص في كلمة ضعف وضعف أو في الكلمة بقصر المنفصل وتوسط المنفصل فهذا وجه وهذا وجه .
وبعد ذالك استطرق الشيخ لطرح سؤالا للدارسات بعد رؤية فضيلته للأسئلة المطروحة منهم وكان كالآتي .
هل هناك أجر على حفظ الشاطبية؟
فأجاب الشيخ بقولة :الأجر يا بنتي هو باعتبار الغاية والهدف من الحفظ حتى في حفظ القران لو كان الدارس حفظ القران الكريم ليقال عنه حافظ للقران الكريم هل سيضمن الدارس أن يكون له أجر أي لو حفظت القران ليقال أنك حافظة للقران فقد ضاع أجرك لأنك عملتي رياء من أجل الدنيا وكذالك الشاطبية لو حفظتيها بغاية التبحر في علم القراءات الذي هو من كلام الله تعالى فأنت بإذن الله تؤجري عليه باعتبار هدفك وغايتك ونيتك هذه فإنك تؤجري وهذا يعني أنك لو تعلمت هذه المتون كالشاطبية وغيرها باعتبار أنها تخدم علم القراءات الذي هو وحي من كلام الله جل وعلا وتجعلك متبحرة في هذا الوحي ﻷن تعلم القراءات فرض كفاية وأوصى فضيلته الدارسات بأن يكونوا ممن امتن الله تعالى عليهم بهذه المنحة وهي تعلم علم القراءات.
وقد يأتي سؤالا لماذا المتون فأجاب حينها فضيلة الشيخ أن علم القراءات بطبيعتها صعبة وأن الإنسان إذا ما تذكر البيت لما استطاع أن يقول فلان يقرأ كذا وفلان يقرأ كذا فحفظ المتون من أفضل الطرق التي يستطيع بها الإنسان تثبيت علم القراءات الذي هو وحي من كلام الله تبارك وتعالى ثم نبه فضيلته على أنه لا يوجد أشرف من بذل الإنسان وقته في تعلم العلوم الخاصة بكلام الله تبارك وتعالى ومن أجلها علم القراءات لأنه أصل فالتفسير فرع عن القراءة ﻷن التفسير كشف بيان وأن دارس القراءات يتعلم اﻷصل ويتعلم إتمام القران بقراءته كما وضح معالي الشيخ حفظة الله للدارسات أن تعلم القراءات منة عظيمة لا يمنحها الله تعالى لكل من طرق بابها وأعقب حديثه بقوله:فترى بعض الناس في هذا الزمان يستغربون أن القراءات صعبة ولكن الله جل وعلا يهيئ من أمته من هو متقن لها فاهما لها فلو أن فتى فقط من الله عليه بهذا العلم وفهموه حق الفهم وحفظوه حفظا دقيقا وقراؤه بفهم لملاؤا الطائفة حولهم علما .
ﻷن علم القراءات لا يحتاج لعلماء كثر ثم قال فضيلته فهانحن قد تعلما علوما كثيرة ولم يشعر الإنسان بالاعتزاز والفخر وأن الله تعالى من عليه إلا بتعلم علم القراءات وضرب الشيخ رعاه الله مثلا فقال: لو كنا بمجلس وفيه 50 من الأخوات تجدي أن 49 منهم يجيدون الحديث في علم من علوم الشريعة في تفسير آيه أو بيان حكم وكل منهن تطرح حديثا ولكن إن جئنا عند علم القراءات نجد أن الأخت المتبقية تكون هي الوحيدة التي تتكلم في هذا العلم حتى الكثير من اللذين يدرسوه لا يوفقون في فهمه إلا من شرح الله صدره في هذا العلم.
ثم وضح الشيخ محمود شمس للأخوات الدارسات أن سبب وجوده معهم ليلقنهم ويفهمهم هذا العلم كان من باب ماوجد فيهم من الهمة العالية والحرص على تعلم هذا العلم المبارك وأشاد بالدعاء لهم بأن يكونوا بمشيئة الله جل وعلا من أهل هذا العلم.
ثم وضح فضيلته أنه بعد أن يوضح للدارسات أصول هذا العلم المبارك لن يتركهم وأن الجميع لهم الفرصة للقراءة على يد الشيخة الكريمة هالة حجاج رعاها الله أو غيرها من القراء الأتي ربما يتيسر لإحدى الدارسات الالتقاء بهن ولكن المهم هو إعطاء الجميع الأصول لهذا العلم وهذا ما يتعلق بالأجر على حفظ الشاطبية.
 لماذا يكون راويان فقط للقراءات؟
فأجاب فضيلة الشيخ محمود شمس بقوله:العلماء رحمة بال.امة لا يريدون التكثير والإكثار يريدون حصر الأمور قد الإمكان وهناك الطرق والطرق الفرعية كما قال الشيخ مثلا حفص له 52 طريق فجعل العلماء ذالك رحمة بال أمة واختصارا.
ابن العلا وفتى العلا وولد العلا أوضح الشيخ هذه النقطة فقال: العلا اسم والده ولكن هو مختلف في اسمه هل هو ابن عمر أم هي كنيته واسمه هو زيان والعلماء مابين اسمه زيان وكنيته أبو عمرو يسميه ألشاطبي ابن العلا فتى العلا أو ولد العلا وهي بمعنى واحد فالعلا اسم لوالده كما وضح الشيخ الكريم.
ثم انتقل الشيخ إلى الدخول بتوسع إلى متن الشاطبية وذكر أنها تحمل كلمات ومفردات جميلة وأخبر الدارسات بسر أنه إن أتم الله تعالى عليهن حفظ الشاطبية ثم انتقلوا بعد ذالك لحفظ متن الطيبة ستكون الشاطبية أسرع في النسيان من الطيبة إذا لم يحافظ عليها صاحبها فالشاطبية كما ذكر الشيخ يمكن أن تنسى بخلاف الطيبة وذكر السبب وراء ذالك في كون الطيبة أصعب في النظم وقد يبذل القارئ فيها جهده في حفظها فلا تنسى خلاف الشاطبية وأوضح أن المهم وجهة نظر سيطرحها على الدارسات في المقدمة ويكون لهن الموافقة عليها بعد ذالك وأجاف في السياق على سؤال إحدى الدارسات أن بعض الأئمة كان يدعو الله أن يثبت له الحفظ ك ابن عمرو أو هاشم حيث أجابها أن هذا الكلام لا يكون صحيحا إلا أن يكون هناك سندا صحيحا عن صاحبه في ذالك .
 ثم عاد الشيخ محمود شمس لذكر وجهة نظره الكريمة والتي تتلخص في أنه خلال المحاضرة سيركز على ذكر المهم وأن ما يحتاج للقراءة يتم الإطلاع عليه من الكتب ليستفاد منه أو من الشرح الذي تقوم بتنزيله اﻷستاذة هالة حجاج رعاها الله لجميع الدارسات للاستفادة منه وطلب الشيخ من اﻷستاذة هالة أنها تطالب الدارسات بحفظ الأبيات من بعد ذكر القواعد الاصطلاحية اختياريا لمن أحبت التزود من باب التبرك وحفظ المتن كاملا وليس اجبارا إنما من باب الجواز.
ثم ذكر فضيلته أنه بعد أن ذكر الإمام ألشاطبي رحمة الله تعالى عليه القراء ووصفهم وبين أن لكل منهم راويان واجهته قضية وهي أن المنظومة الشعرية التي تكون في علم تكون مشكلتها كبيرة ﻷن هناك قواعد للعلم وهناك قواعد للشعر وأوضح أن قضية القراءات أصعب ﻷنه سيكون أمام الناظم 7 أئمة و14راوه فالمجموع لهم يكون 21 فكيف للناظم حينها أن يذكر الأسماء في النظم وأن ذالك سيجعل من المتن حجما كبيرا لكنه فكر أن يجعل رموزا للقراء ووضح الشيخ الكريم أن تلك الرموز اصطلاحية خاصة بالمتن ليس بالضرورة أن تكون مطبقة في الخارج لكنها من خصوصيات متنه وإن كان ابن الجزري سار على نهجه حتى تكون فيها سهولة للطلاب.
فبدأ الناظم بقوله :
جعلت أبا جاد على كل قارئ دليلا على القراء أول أولا وذالك في أول الكلام للإمام الشاطبي في القواعد الاصطلاحية وأوضح الشيخ تفصيلا أن المقصود بأبا جاد هو حروف الهجاء (أبجد هوز حطي كلم ....) فالشيخ جعل كلمات ثلاثية للتعبير عن كل إمام والراويان بعده بحيث يأخذ الإمام الحرف الأول والراوي الأول يأخذ الحرف الثاني والراوي الثاني يا أخذ الخرف الثالث والدليل قول الناظم (أولا أولا) وهذا يعني أنه رتب الأئمة والرواة فذكر عل سبيل المثال أن الإمام الشاطبي ذكر نافعا كإمام ثم قالون الراوي الأول وورش الراوي الثاني وذكر الشيخ للدارسات أنه سيرتب معهن الأئمة الأول فالأول بحسب نظم الناظم وترتيبه لهم وأشاد بدور الأستاذة الكريمة هالة في توضيحها لهذه القضية المتعلقة بتوزيع الرموز للدارسات جميعهن وأوضح أن كل إمام وضح ثلاثة أحرف بالترتيب هي (أبج ، دهز، فضق،نصع،رست) وادخر الواو ليجعلها فاصلا بين كلمة قرآنية سابقة وكلمة قرآنية أخرى وهذا هو معنى البت السابق الذكر..
 
السؤال طريقة التميز بأن هذا الحرف دالا على قارئ معين في المتن؟
فأجاب فضيلته أن الشيخ محمود شمس الناظم وضع نظاما لذالك كي لا يجعل الدارس متحيرا في ذالك فقال الشاطبي:
ومن بعد ذكر الحرف أسمي رجاله متى تنقضي آتيك بالواو فيصلا.
فيوضح الشيخ محمود شمس رعاه الله إن المقصود بالحرف هو الكلمة القرآنيه وبعد ذكره للكلمة القرآنية وحكمها يضع الرمز الخاص بالقارئ ونوه الشيخ أنه إن لم يكن بالطبعة تلوين الرمز بالأحمر أو وضع على حرف ليس بالرمز يجب على الدارس أن يعرف ذالك بنفسه كما نوه إن الإمام الشاطبي بعد كتابته للكلمة القرآنية ويبين حكمها ستأتي بت ثلاثة أركان هي(محكوم عليه، وحكم، ومحكوم له) والمحكوم عليه المقصود بها الكلمة القرآنية والمحكوم عليه قد يكون عن طريق نطقه أو يكون محكوم عليه بنطقه وأتى الشيخ بمثال للتوضيح فقال :
في قول:
الناظم  ومالك يوم الدين راويه ناصر.فهذا المحكوم عليه فمالك يوم الدين شملت الكلمة القرآنية والحكم والحكم سيؤخذ من لفظه في اثبات اﻷلف بينما المحكوم لهم سيكونون المشار إليهم بالراء وبالنون الراء من راويه والنون من ناصر ثم أعقب ذالك بمثال وهو في قول الناظم (وما يخدعون فتح من بعد ساكن وبعد ذكاء) هنا من خلال القيد .والمقصود الفتح في الياء من قبل الساكن الذي في الخاء والألف بعد الياء سيكون محذوفا بدلالة قول النظم بعد فالمحكوم عليه بالقيد بالفتح قبل الساكن وحذف الألف بعد الساكن والذال في ذكاء تكون رمز للقراء كما أوضح الشيخ الكريم ثم عند الانتهاء يأتي الإمام الناظم بالواو كما قال (أتيك بالواو فيصلا) ليبدأ بجديد بالدرس القادم بمشيئة الله تعالى.
وتم الدرس إلى هذا الحد بفضل الله والحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانة والشكر لشيخنا الفاضل الكريم وللأستاذة الكريمة هالة حجاج وللجميع القائمين وجزآهم الله خيرا وأكرمهم بالجنة.
إن كان في هذا العمل صواب هو من فضل الله تعالى وإن كان صوابا فهو من نفسي أو الشيطان.
قامت بالتفريغ / مها الغامدي
21/ ذو القعدة /1436 هـ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق