الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

المحاضرة الثانية سحر البيان في تعدد قراءات القرآن


 
للاستماع للمحاضرة .. من هنـــــا
 
المحاضرة الثانية سحر البيان في تعدد قراءات القرآن

الهدف من الدورة : تعلم مفهوم القراءات للمتخصصين وغير المتخصصين.

نتابع بيان أن القراءات لم ترد إلا حيث يراد المعنى.

كلمة يبشر .. من الكلمات التي ورد فيها قراءتان بالتخفيف والتثقيل.

يُبشِّر .. يَبشُر .

يبشر : بالتثقيل من التبشير وهو البشارة أن يصلك ما يبشرك ( إن هذا القرءان يبشر المؤمنين) الإخبار بالبشارة.

يبشر بالتخفيف : من بَشَر مأخوذة من البِشر وهو مأخوذ من بشرة الوجه. فتعطي معنى ودلالة على أن البشارة التي بشرت بها سترى لها أثرا على بشرة الوجه. تتطلب منك العمل للوصول لمرحلة البِشْر.

يبشُر بالتخفيف أي أن البشارة التي بشرك بها القرءان سيأتي وقت ويظهر لها أثر على وجهك في القيامة ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن )

هناك موضع وحيد لم ترد فيه قراءتان في سورة الحجر ( قال أبشرتموني على أن مسنى الكبر فبم تبشرون) بالتشديد. لأن ظهور أثر البشارة غير مطلوب لأن المطلوب هنا أن الخليل إبراهيم يستنكر البشارة لأنه استقبلها بالأسباب البشرية المانعة من الانجاب. ( قالوا بشرناك بالحق) فلأن قراءة التخفيف ليس لها دلالة هنا فلم ترد.  بسبب بُعد السبب وكبر إبراهيم في السن.

العقيم – العاقر :

العقيم : مثل زوجة إبراهيم , من البيس حتى في بداية حياتها الانجاب ممتنع. ( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) . هنا المرأة لا تقبل ماء الرجل.

العاقر : مثل زوجة زكريا ,  رحمها يقبل ماء الرجل إلا أن هناك خلل ما .

( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر ) بعض أهل اللغة قالوا : (على الكبر) حرف استعلاء ويريد (مع) التي تفيد المصاحبة . وهذا غير صحيح .

أراد الله ان يشير إلى أن الكبر من الاسباب البشرية المانعة من الانجاب ولكن إرادة الله عندما يريد تنفيذ إرادته تستعلي إرادته على كل الاسباب البشرية التي تمنع سبحانه وتعالى.

مثال آخر : واعدنا –وواعدنا

واعد : من طرفين , وعد : من طرف واحد .

البعض يقول الوعد بين موسى وربه كان من طرف واحد , نقول له أبدا موافقة موسى وذهابه يدل على المفاعلة من جانب موسى وبين رب العباد عندما وعد موسى.

بدليل أن القرءاتان لم ترد إلا في قصة موسى عليه السلام. أما قوله تعالى ( أفمن وعدناه وعدا حسنا ) ( أو نرينك الذي وعدناهم )  هل وردت قراءة واعد هنا ؟ سواء في موضع القصص أو موضع الزخرف .؟  لا .

-        الدعوة إلى التدبر عند تلاوة القرءاة .

سؤال : لماذا لم ترد القراءتان في الزخرف والقصص ؟ لأن معنى المواعدة لم يقع بل هي وعد فقط .

وهذا دليل على أن القراءات وحي منزل من عند الله . فكل قراءة لها دور في المعنى بالضرورة.
 

مثال آخر : أف

القراءات الواردة 3 : أفٍ – أفَ – أف ِ 

عند أهل اللغة والتوجيه هي لغات في تلك الكلمة . ونحن نوافق ولكن أحيانا مجرد ذكر اللغات في الكلمة لها دلالة في المعنى  فقط تحتاج من يستنبط .

كلمة أف: اسم فعل مضارع بمعنى اتضجر.

سر التعبير في اختيار كلمة أف : أصل معنى أف

المعنى الأول : معنى التضجر. أن الإنسان إذا وقع على ملابسه بعض الغبار يتأفف أو يتضجر.

وهنا معنى أدنى التضجر.

المعنى الثاني: أن الانسان إذا شم رائحة كريهة حتى الان.

المعنى الثالث : فيه معنى التحقير أن الانسان إذا احتقر شيئا يتأفف . وهذا المعنى هو الذي ورد في قصة خليل الرحمن إبراهيم ( أف لكم ولما تعبدون من دون الله ) أي تحقيرا لكم ولما تعبدون.

نأتي الان لربط المعاني أمام الوالدين ..

 المعنى الأول أنت مطالب بعدم التضجر أدنى تضجر أمامهم.

والمعنى الثاني الرائحة الكريهة أن الوالدين ربما وصلوا إلى مرحلة عمرية تحتاج الى رعاية خاصة فقضية التحمل منح لا يستطيع تحملها الكل. لأن هذه المسألة قد تؤذي الوالدين دون أن تدري. فالمريض عندما يدخل عليه أحد يدقق في ملامح وجهه ليرى بدقة البشارة أو التأفف.

المعنى الثالث التحقير لا نحقر إبدا من صنيع قام به الوالدين ربما بقطعة شوكولاتة بسيطة أو بشئ بسيط, فممكن الأبناء يتأففوا من صنيعهم.

والان المعاني للقراءات الواردة..

القراءة بالتنوين وعدم التنوين .. كلمة أف باعتبارها اسم فاعل تأخذ قواعد من الاسماء والافعال باعتبارها اسم تتعرض للتعريف والتنكير , فالاسم اذا أردنا أن نعرفه ندخل عليه ال التعريف وإذا أردنا أن ننكره نحذف ال التعريف, اسم الفاعل إذا أردنا أن ننكرها ندخل عليه التنوين ويسمى اسم تنوين التنكير. فالكلمة الان عامة شائعة لأنها نكرة فالتنكير معناه الشيوع والعموم.

فالكلمة أفٍّ : تفيد العموم أي لا تتضجر أمامهما لا بسببهما ولا بغير سببهما.

مثل : الدخول عليهم بوجه عبوس بسبب ضيق من المدرسة.

فقراءة التنوين تفيد العموم والشيوع.

 هنا كلام رائع لفضيلة الشيخ عن بر الوالدين.

أفِّ : بدون تنوين .. معرفة والمعرفة معناها لا تتضجر منهما .

( إما يبلغن عندك الكبر ) العندية هنا ما لزومها ؟ معناها عندك أي تحت رعايتك وتحت كنفك.

# الدليل على أن القراءة لاترد إلا حيث يردا المعنى أن هناك من القراءات في القرآن أتت في موضع وحيد مختلف عن باقي القرآن .

مثال : وقال نسوة  .

الفعل ماضي ونسوة فاعل والفاعل مؤنث حقيقي وليس مؤنث مجازي , والفاعل إذا كان مؤنث تأنيث حقيقي يجب تأنيث فعله لماذا هنا لم ترد قراءة أخرى .؟؟

اتفقوا القراء هنا على هذه القراءة ( وقال نسوة ) ولا حتى قراءة شاذة.

لماذا لم يؤنث الفعل؟

نسوة اسم جنس جمعي لا مفرد له من لفظه. يجوز في فعله التذكير والتأنيث , وأي فاعل جمع يجوز في فعله التذكير والتأنيث , إذا كان المقصود قلة العدد نغلب التذكير وإذا كان المقصود كثرة العدد نغلب التأنيث, لذلك لم يتحدث عن امرأة العزيز إلا  نسوة قليلة العدد في المدينة . لذلك لم ترد قراءة التأنيث وقالت نسوة ستجعل العدد كثيرا ويصبح هناك تناقض في القرائتين. وحاشا ذلك في كلام الله.

مثال آخر : المحصنات

الكسائي يقرأ بكسر الصاد في كل القرآن إلا الموضع الأول ..

المحصِنة بالكسر اسم فاعل وهو ذات وحدث والذات أحدثت الحدث . يعني كاتب دلت على ذات واحد كتب والحدث هو الكتابة, فالمحصِنة بالكسر هي التي أحصنت نفسها بالعفة وبانتظار إرادة الله فيها.

المحصَنات بالفتح اسم مفعول  أحصنها غيرها بالزواج .

( والمحصنات من النساء ) معطوفة على المحرمات من النساء على الرجل الزواج منهن يعني يحرم على الرجل الزواج بالمرأة المتزوجة. ماذا لو وردت هنا قراءة الكسائي ؟ لكان المعنى يحرم على الرجال الزواج بالمرأة العفيفة فيفسد المعنى.

قراءة شاذة وردت هنا : استئناف بياني

# الخطوة الأولى في التدبر .. أن أعرف متى أسأل وكيف اسال ..

سورة الغاشية ( وجوه يومئذ خاشعة )   ( وجوه يومئذ ناعمة )

سورة الأعلى ( وجوه يومئذ مسفرة ) ( ووجوه يومئذ عليها غبرة )

لماذا عطف في سورة الاعلى ولم يعطف في الغاشية؟

هناك صنفين من الناس صنف ذليل وصنف منعم

ألا ينبغي أن تعطف ( ناعمة ) على ( خاشعة) دليل على أن الواو هنا غير مرادة.

الوجوه المسفرة وعليها غبرة مصيرها مختلف. فهم فريقان , الله سبحانه افتتح السورة بهذا السؤال ( هل أتاك حديث الغاشية) اسلوب تربوي ابدئي دائما هل تعلمون كذا؟

فذكر أن هناك وجوها في هذا اليوم ستكون ذليلة فكأن الوجوه الذليلة هي المرادة بالسؤال عن حديث الغاشية, فلما انتهى في الكلام عنهم سيثور سؤال في ذهن المستمع : ماذا عن المؤمنين الصالحين؟ فقال ( وجوه يومئذ ناعمة ) بدون عطف حتى لا يدخلوا في السؤال عن حديث الغاشية فيفزعهم السؤال عنهم بأسلوب الاستئناف البياني. حديث الغاشية للمقصرين.

سورة عبس هل ابتدئها الله بالسؤال عن حديث الغاشية ؟ لا

ذكر سبحانه الصاخة ثم قسم الناس الى فريقين ثم بدأ بأهل النعيم ثم عطف وجوه عليها غبرة.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق